اللّه عز و جل (تفصیلی) - الصفحه 22

لا يَشبَهُهُ صورَةٌ ، ولا يُحَسُّ بالحَواسِّ ، ولا يُقاسُ بِالنّاسِ . ۱

3 . معرفة اللّه عز و جل عن طريق الشهود القلبيّ

إنّ أتمّ تفسير لمعرفة اللّه باللّه هو معرفته بواسطة الشهود القلبيّ ، إذ إنّ «استطالة الشيء بنفسه تُغني عن وصفه» ، أو كما جاء في الأدب الفارسيّ ۲ ما تعريبه: «بزوغ الشّمس دليل على الشّمس» .
وأشار عدد من الأحاديث إلى هذا التفسير ، ۳ كالّذي ورد في صُحُف إدريس عليه السلام :
بِالحَقِّ عُرِفَ الحَقُّ ، وبِالنّورِ أُهتُدِيَ إِلَى النّورِ ، وبِالشَّمسِ اُبصِرَتِ الشَّمسُ . ۴
وقال صدر الدِّين الشيرازيّ قدس سره في شرح اُصول الكافي حول معرفة اللّه باللّه :
إِنّ معرفة اللّه باللّه له وجهان؛ أحدهما : إِدراك ذاته بطريق المشاهدة وصريح العرفان . والثاني : بطريق التنزيه والتقديس ... . ۵
وقال الإمام الخميني رحمه الله في شرح : «اِعرِفُوا اللّهَ بِاللّهِ» :
فبعد أن يغادر السالك إلى اللّه ـ بخطوات ترويض النفس والتقوى الكاملة ـ بيت النفس ، ولم يصطحب معه العُلقة الدنيويّة والتعيّنات ، ويتحقّق له السفر إلى اللّه سبحانه، فأول تجلٍّ يتجلّى فيه الحقّ المتعالي على قلبه المقدس هو التجلي بالاُلوهيّة ومقام ظهور الأسماء والصفات . ويكون هذا التجلّي أيضا مرتّبا ومنظّما، من الأسماء المحاطة حتّى الأسماء المحيطة حسب شدّة السير وضعفه ، وحسب قوّة قلب السالك وضعفه على التفصيل الّذي لا يستوعبه هذا الكتاب المختصر ، حتّى ينتهي إلى رفض كلّ تعيّنات عالم الوجود ، سواء كانت تعيّناته ، أو تعيّنات

1.راجع : ص ۲۹۴ ح ۳۰۹۷ .

2.آفتاب آمد دليل آفتاب .

3.راجع : ص ۳۲۶ (مبادئ معرفة اللّه عز و جل / القلب) .

4.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة (معرفة اللّه ) : ج ۳ ص ۳۱ ح ۳۳۶۸ .

5.شرح اُصول الكافي : ج ۳ ص ۶۱ .

الصفحه من 247