اللّه عز و جل (تفصیلی) - الصفحه 20

والأدوات والإمكانيّات الداخليّة والخارجيّة لمعرفته بكلّ طريق متيسّر ، من هنا قال شيخ المحدّثين في تفسير كلام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام إذ قال: «اعرفوا اللّهَ باللّهِ» :
عَرَفنا اللّهَ بِاللّهِ ؛ لِأَنّا إن عرفناه بعقولنا فهو عز و جل واهبها، وإن عرفناه عز و جل بأنبيائه ورسله وحججه عليهم السلام فهو عز و جل باعثهم ومرسلهم ومتَّخذهم حججا، وإن عرفناه بِأنفُسنا فهو عز و جلمحدثها ، فبه عرفناه . ۱
إنّ ما أودع اللّه في داخل وجود الإنسان لمعرفته هو فطرة معرفته ، والعقل والقلب ، تلك الاُمور الّتي سيأتي تفصيلها في الفصل الثالث تحت عنوان «مبادئ معرفة اللّه » ، وما جعل في خارج وجوده ، هو الوحي والأنبياء .
ومهمّة الأنبياء عليهم السلام ، كما قال الإمام عليّ عليه السلام هي هداية الفطرة والعقل ، وإزالة الموانع والحجب الّتي تحول دون معرفة اللّه من بصائرهم:
فَبَعَثَ فيهِم رُسُلَهُ ، وواتَرَ إِلَيهِم أَنبِياءَهُ ؛ لِيَستَأدوهُم ميثاقَ فِطرَتِهِ ، ويُذَكِّروهُم مَنسِيَّ نِعمَتِهِ ، ويَحتَجّوا عَلَيهِم بِالتَّبليغِ ، ويُثيروا لَهُم دَفائِنَ العُقولِ ، ويُروهُم آياتِ المَقدِرَةِ ... ۲
في ضوء ذلك ، وكما ورد في عدّة أحاديث ۳ ، فإن المعرفة من اللّه ، فهو الّذي وهب للإنسان وسائل الإدراك والمعرفة ، وهيّأ له سبل كسبها . فإذا استفاد الإنسان من هداية الأنبياء وازاح موانع المعرفة استطاع أن ينظر بعين بصيرته وقلبه مظاهر جمال الباري سبحانه .
وانطلاقا من هذا التحليل يمكننا أن نقدّم ثلاثة تفاسير واضحة لمعرفة اللّه باللّه وفقا لمراتب معرفة اللّه :

1.التوحيد : ص ۲۹۰ ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۲۷۳ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱ ، بحار الأنوار : ج ۱۱ ص ۶۰ ح ۷۰ .

3.راجع : ص ۲۹۳ (الهداة إلى معرفة اللّه عز و جل / اللّه عز و جل) .

الصفحه من 247