اللّه عز و جل (تفصیلی) - الصفحه 113

أنّ أئمه أهل البيت أو الإنسان الكامل في كل عصر وزمان والذي يسمى بالإمام ، له دور في هداية النّاس إلى الكمال المطلق ، فهو مضافا إلى ما يقوم به من الهداية العامّة يرافقُ المستعدّين روحيّا ويعينهم على قطع الطريق وبلوغ الهدف أيضا ، أي : إنّ نفوس اُولئك المستعدّين تتربّى بقبس الأنوار الباطنيّة للإمام تكوينيّا ، وتسير صوب الكمال المطلق .
فروى الكلينيّ ـ رضوان اللّه عليه ـ في باب «الأئمّة نور اللّه » من كتابه الجليل الكافي ستّ روايات فُسّرت فيها كلمة «النور» في عدد من الآيات القرآنيّة بأئمّة أهل البيت عليهم السلام ، منها رواية نقلها أبو خالد الكابليّ ، قال : سألت أبا جعفر] الباقر عليه السلام [عن قوله تعالى : «فَامِنُواْ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِى أَنزَلْنَا»۱ فقال :
النّورُ وَاللّهِ الأَئِمَّةُ مِن آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله إِلى يَومِ القِيامَةِ ، وهُم وَاللّهِ نورُ اللّهِ الَّذي أُنزِلَ ، وهُم وَاللّهِ نورُ اللّهِ فِي السَّماواتِ وفِي الأَرضِ ، وَاللّهِ ـ يا أبا خالِدٍ ـ لَنورُ الإِمامِ في قُلوبِ المُؤمِنينَ أنوَرُ مِنَ الشَّمسِ المُضيئَةِ بِالنَّهارِ؛ وهُم وَاللّهِ يُنَوِّرونَ قُلوبَ المُؤمِنينَ ، ويَحجُبُ اللّهُ عز و جل نورَهُم عَمَّن يَشاءُ فَتُظلَمُ قُلوبُهُم. وَاللّهِ يا أبا خالِدٍ لا يُحِبُّنا عَبدٌ ويَتَوَلّانا حَتّى يُطَهِّرَ اللّهُ قَلبَهُ ... . ۲
فمن وحي هذا الكلام نعرف أنّ الإمام كالشّمس الساطعة تشعُّ على الباطن الخافي للعالم أكثر ممّا تشعّه الشّمس المحسوسة ، وتُنير ملكوت السّماوات والأَرض وسرائر المؤمنين . وهذا النور لا يُبيّن طريق السير والسلوك لهم فحسب ، بل يرافقهم حتّى بلوغ الهدف .
بعبارة اُخرى : كما أنّ الشّمس المحسوسة ـ فضلاً عن إضاءتها ـ تؤثّر في التكامل المادّي للإنسان تكوينيّا ، فإنّ الشمس المعنويّة للإمام ـ مضافا إلى

1.التغابن : ۸ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۱۹۴ ح ۱ .

الصفحه من 247