الاُلفة (تفصیلی) - الصفحه 7

والأهمّ من كلّ ذلك أنّه يتوجّب على المسلمين ـ إذا استطاعوا ـ أن يؤمّوا بيت اللّه الحرام مرّة في العمر ، متحرّرين من كلّ فارق وتمايز ، مرتدين لباسا موحّدا خاليا من أيّ زينةٍ وبهرجةٍ ، مردّدين نداء التوحيد في إطار أداء مناسك الحجّ العباديّة السياسيّة ، فيوثّقوا ببركة كلمة التوحيد وحدة كلمتهم على صعيد الاُمّة الإسلاميّة بجميع أصقاعها .
يشير المرحوم الفيض الكاشاني إلى دور صلاة الجماعة والجمعة والعيدين ومؤتمر الحجّ العظيم في خلق روح الاُلفة بين أبناء الاُمّة الإسلاميّة ، ويقول :
يتبيّن من ذلك للَّبيب الفطن أنّ غرض الشارع من جميع التكاليف الشرعيّة ، تحصيل هذا النوع من الاُلفة الّتي تستطيع أن تستحفظ كلّ نظام العالم ، ولهذا قال بعض الحكماء : إنّ دعوة الأنبياء ـ كما هي من جهة العلم تستهدف إثبات توحيد الخالق ونفي الأنداد عنه ـ هي من الناحية العمليّة تعود إلى تحقيق الوحدة . ۱
وبإيجاز ، إنّ الاُلفة والانسجام مسألة ذات ارتباط وثيق بالإسلام والإيمان ؛ إذ إنّ «المُؤمِنُ إلفٌ مَألوفٌ» ۲
، وكلّما اقترب المجتمع الإسلامي من الوئام ووحدة الكلمة ، اقترب من واقع الحياة الإسلاميّة ، وكلّما افترقت قلوب أبناء المجتمع أكثر ، ازداد ابتعاد ذلك المجتمع عن هويّته الإسلاميّة .

3 . أهمّ بَركاتِ الاُلفة

إنّ بركات الاُلفة والوئام في الحياة الفرديّة والعائليّة والسياسيّة والاجتماعيّة لا تُحصى ، لكنّ أبرزها ـ والتي تعتبر ممهّدة لأنواع البركات الماديّة والمعنويّة ـ هي : العزّة ، وانتصار الحقّ ، وسيادة العدالة السياسيّة والاجتماعيّة .

1.ده رساله فيض كاشانى (بالفارسيّة) : ص ۲۰۸ (رسالة «اُلفت نامه» ) .

2.راجع : ص ۲۶۸ ح ۳۰۳۹ .

الصفحه من 36