الاُلفة (تفصیلی) - الصفحه 4

سبحانه :
«أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِى سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا» .۱
وتارةً اُخرى بمعنى التأليف المعنويّ :
«وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ» .۲
وما نتناوله هنا هو المعنى الثاني ، ونذكر ما يرتبط بهذا المعنى على ضوء القرآن والسنّة :

1 . أهمّيّة الاُلفة

إنّ تأليف القلوب من أهمّ الأولويّات التربويّة والسياسيّة في المدرسة الإسلاميّة ، يصف القرآن الكريم ما حصل من تأليف قلوب المسلمين إبّان عصر الرسالة بعد أن كانوا أعداءً ، وإحلال روح الاُخوّة بينهم ، أنّها من نِعَم اللّه الّتي منّ بها سبحانه على المجتمع الإسلاميّ الأوّل ، ووهبت لهم ببركة البعثة النبويّة .
يقول أمير المؤمنين عليّ عليه السلام بشأن أهميّة هذه النِّعمة :
فَإِنَّ اللّهَ سُبحانَهُ قَدِ امتَنَّ عَلى جَماعَةِ هذِهِ الاُمَّةِ فيما عَقَدَ بَينَهُم مِن حَبلِ هذِهِ الاُلفَةِ الَّتي يَنتَقِلونَ في ظِلِّها ، ويَأوونَ إلى كَنَفِها ، بِنِعمَةٍ لا يَعرِفُ أحَدٌ مِنَ المَخلوقينَ لَها قيمَةً ؛ لِأَنَّها أرجَحُ مِن كُلِّ ثَمَنٍ ، وأجَلُّ مِن كُلِّ خَطَرٍ ، وَاعلَموا أنَّكُم صِرتُم بَعدَ الهِجرَةِ أعرابا ، وبَعدَ المُوالاةِ أحزابا ، ما تَتَعَلَّقونَ مِنَ الإِسلامِ إلّا بِاسمِهِ ، ولا تَعرِفونَ مِنَ الإِيمانِ إلّا رَسمَهُ . ۳

1.النور : ۴۳ .

2.آل عمران : ۱۰۳ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۴۷۴ ح ۳۷ .

الصفحه من 36