التاریخ (تفصیلی) - الصفحه 27

وفاة النبيِّ ۱ . أمّا الإمام عليّ عليه السلام فاقترح الهجرة ، فتمّ الاتّفاق على ذلك .
يقول سعيد بن المسيّب :
قال عمر : متى نكتب التّاريخ؟ وجمع المهاجرين . فقال له عليّ عليه السلام : من يوم هاجر النبيُّ صلى الله عليه و آله إلى المدينة . فكُتب التّاريخ . ۲
إنّ سماحة الشيخ رسول جعفريان جمع بين الرأيين إذ قال :
من مجموع ما روي في هذا المجال ، نفهم أنَّ الهجرة باعتبارها نقطة عطف هامّة في حياة الرسالة ، اتُّخذت مبدأ لتاريخ الحوادث ، وبعد وفاة الرَّسول وظهور حوادث كبيرة اُخرى ، من المحتمل أنّ أهميّة الهجرة قد تضاءلت في الأذهان ، أو ربّما نُسيت ؛ إذ يدلّ على ذلك ما يروى عن ابن عبّاس : أنّ النبيَّ صلى الله عليه و آله لما قدم المدينة لم يكن ثمّة مبدأ للتّاريخ ، وبعد شهرين من قدومه استُعمل التّاريخ . (طبيعيّ أن يكون التّاريخ الهجريّ نفسه) . وقد استمرّ هذا التّاريخ حتّى وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله ، ثمّ انقطع بعد ذلك ، ولم يكن ثمَّة تاريخ أيَّام خلافة أبي بكر والسّنوات الأربع الاُولى من خلافة عمر ، ثم وضع التّاريخ الهجريّ. لذلك يمكن الجمع بين الرأيين ؛ أي إنَّ الهجرة اتُّخذت مبدأ للتّاريخ في حياة الرسول صلى الله عليه و آله بشكل طبيعيّ أو بتقرير من النبيِّ ، لِما للحوادث المهمّة من دور في تعيين مبدأ التّاريخ ، ولكنَّ هذا التّاريخ قد نُسي بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله ، وبعد أعوام ظهرت الحاجة إلى مبدأ للتّاريخ ، واُعيد التّاريخ الهجريّ باقتراح من الإمام علي عليه السلام لِما كان للإمام عليه السلام من اهتمام خاصّ بانتهاج ما أقرّه الرَّسول صلى الله عليه و آله ، أضف إلى ذلك أنّ مبدأ التّاريخ الهجريّ ـ الذي ينبغي أن يكون ربيع الأوّل ـ قد بُدّل ـ مع الأسف ـ إلى شهر محرّم . ۳

1.نفس المصدر .

2.التاريخ الكبير : ج ۱ ص ۹ .

3.سيره رسول خدا صلى الله عليه و آله (بالفارسيّة) : ص ۳۷۵ .

الصفحه من 80