التاریخ (تفصیلی) - الصفحه 25

على ولادة السيّد المسيح عليه السلام ، فقد ظلّ التقويم على ما كان عليه سابقا ، وهو تاريخ مدينة روما الأُسطوريّة ، وعلى أساس التعديل الذي أجراه «جولين» عليه .
وبقي التّقويم الرُّومي يعتمد على هذا الأساس ، إلى أن انتهى عهد «أوغست» و «دقيانوس» وبدأ عهد «ديوكليسين» في عام «560 م» .
وفيهذا الوقت اقترح القسُّ«ديونيسيوس أكزيكوس ۱ ـ Dionysius Exiguus» ـ بعد «759» عاما على بناء مدينة روما ـ أن يجعل المسيحيون تقويمهم على أساس ولادة نبيّهم عيسى عليه السلام ، والهدف الباعث له على ذلك ، هو أنَّ التقويم القائم على تاريخ مدينة روما الاُسطورية ، فيه إحياء لذكرى شخصيّات ظالمة من إمبراطورات روما ، فرأى هذا القسّ أن تذكر شخصية عيسى عليه السلام بدل اُولئك الظالمين ، فجعل مبدأ التّاريخ المسيحي هو ولادة السيّد المسيح عليه السلام ، فاعتمدته الكنيسة ، وطلبت من جميع المسيحيين العمل به .
وكانت نتيجة الحسابات التي أجراها ، أن كانت سنة «247» الدقيانوسية ، مقابلةً لسنة «525» الميلادية .
ثمّ جعل بداية العام الميلادي يوم «5» مارس ، بناءً على اقتراح دينس ، وبهذا تكون بداية السَّنة بعد مضي «7» أيّام على ولادة السيّد المسيح عليه السلام ، وبمرور الزمن تغيّر ذلك ، فصارت بداية السنة أوّل شهر مارس ، وأصبح العيد المسيحي المقدّس بين «25» ديسمبر وبين الأوّل من يناير ۲ . ۳

1.في عهد هذا الإمبراطور اُقيم حفل بمناسبة مرور ألف عام على بناء روما ، وذلك في سنة ۲۸۹ للميلاد . راجع : تقويم وتاريخ در إيران ، إيران كوده (بالفارسية) ، العدد ۱۰ ص ۷۲ .

2.تقويم وتقويم نگارى در تاريخ (بالفارسيّة) : ص ۱۰۷ و ۱۰۸ .

3.يعتقد بعض المحقّقين وجود شخصين باسم عيسى في التّاريخ . الأوّل : «عيسى المصلوب» والآخر «عيسى غير المصلوب» وبينهما أكثر من خمسة قرون . والتّاريخ الميلادي لا يتطابق مع أي واحد منهما ، لأنّ المسيح غير المصلوب يتقدّم على التّاريخ الميلادي ۲۵۰ عاما ، والمسيح المصلوب يتأخّر ۲۹۰ عاما على هذا التّاريخ (راجع : الميزان في تفسير القرآن : ج ۳ ص ۳۱۴) .

الصفحه من 80