الأسرة (تفصیلی) - الصفحه 209

الرفق والمداراة والتسامح والتغافل ، ۱
لا يمكنها الصمود والمقاومة أمام سوء الخلق ، فالرجل ـ في هذه الحالة ـ سوف يقرّر الانفصال بمجرّد أن يرى سوء خلق من المرأة ، وهكذا الحال بالنسبة إلى المرأة . ولذلك فإنّ الروايات الإسلامية تدعو الزوجين إلى الصبر والمداراة من خلال التأكيد على قدسية الأُسرة ، والوعد بالأجر الأُخروي الجزيل ، فتوصي المرأة قائلة :
مَن صَبَرَت عَلى سوءِ خُلُقِ زَوجِها ، أعطاها مِثلَ ثَوابِ آسِيَةَ بِنتِ مُزاحِمٍ . ۲
وتقول للرجل :
مَن صَبَرَ عَلى سوءِ خُلُقِ امرَأتِهِ وَاحتَسَبَهُ ، أعطاهُ اللّهُ تَعالى بِكُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ يَصبِرُ عَلَيها مِنَ الثَّوابِ ما أعطى أيّوبَ عليه السلام عَلى بَلائِهِ . ۳
وبذلك فإنّها تحول دون انهيار الأُسرة .

8 . التغافل والتغاضي

يعدّ التغاضي عن أخطاء الآخرين والتغافل إزاءها ، من العوامل المهمّة للطمأنينة النفسية والراحة في الحياة ، وقد نُقل عن الإمام علي عليه السلام في هذا المجال :
مَن لَم يَتَغافَل ولا يَغُضُّ عَن كَثيرٍ مِنَ الأُمورِ ، تَنَغَّصَت عيشَتُهُ . ۴
وكثيراً ما تحدث في الحياة العائلية قضايا وأُمور لا يتغاضى عنها أعضاء الأُسرة ، وفي هذه الحالة ، ستنغص الحياة عليهم بحيث تتحوّل إلى جحيمٍ لا يُطاق . ولذلك ، فإنّ التغاضي عن القضايا المحدودة الأهمّية والّتي يمكن التغاضي عنها ، من شأنه أن

1.راجع : المحبّة في الكتاب والسنّة : ص ۴۷۷ .

2.راجع : ص ۳۷۴ ح ۱۹۶۴.

3.راجع : ص ۳۷۵ ح ۱۹۶۷.

4.راجع : ص ۳۷۶ ح ۱۹۷۲.

الصفحه من 255