الإخاء (تفصیلی) - الصفحه 42

وأمَّا الكافِرانِ فَتَخالّا بِمَعصِيَةِ اللّهِ ، وتَباذَلا عَلَيها ، وتَوادّا عَلَيها ، فَماتَ أحَدُهُما قَبلَ صاحِبِهِ ، فَأَراهُ اللّهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ مَنزِلَهُ فِي النّارِ ، فَقالَ : يا رَبِّ فُلانٌ خَليلي كانَ يَأمُرُني بِمَعصِيَتِكَ ، ويَنهاني عَن طاعَتِكَ ، فَثَبِّتهُ عَلى ما ثَبَّتَّني عَلَيهِ مِنَ المَعاصي حَتّى تُرِيَهُ ما أرَيتَني مِنَ العَذابِ . فَيَلتَقِيانِ عِندَ اللّهِ يَومَ القِيامَةِ ، يَقولُ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما لِصاحِبِهِ : جَزاكَ اللّهُ مِن خَليلٍ شَرّا ! كُنتَ تَأمُرُني بِمَعصِيَةِ اللّهِ ، وتَنهاني عَن طاعَةِ اللّهِ . قالَ : ثُمَّ قَرَأَ عليه السلام : «الْأَخِلَاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ » . ۱

۶۲۷.حلية الأولياء عن أنس :سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام : يا عَلِيُّ ، اِستَكثِر مِنَ المَعارِفِ مِنَ المُؤمِنينَ ؛ فَكَم مِن مَعرِفَةٍ فِي الدُّنيا بَرَكَةٌ فِي الآخِرَةِ .
فَمَضى عَلِيٌّ عليه السلام ، فَأَقامَ حينا لا يَلقى أحَدا إلَا اتَّخَذَهُ لِلآخِرَةِ ، ثُمَّ جاءَ مِن بَعدُ فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ما فَعَلتَ فيما أمَرتُكَ ؟
فَقالَ : قَد فَعَلتُ يا رَسولَ اللّهِ .
فَقالَ لَهُ صلى الله عليه و آله : اِذهَب فَابلُ ۲ أخبارَهُم . فَأَتى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وهُوَ مُنَكِّسٌ رَأسَهُ ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله وهُوَ يَتَبَسَّمُ : ما أحسَبُ ـ يا عَلِيُّ ـ ثَبَتَ مَعَكَ إلّا أبناءُ الآخِرَةِ ؟
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : لا ، وَالَّذي بَعَثَكَ بِالحَقِّ .
فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : «الْأَخِلَاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ » ، يا عَلِيُّ ، أقبِل عَلى شَأنِكَ ، وَاملِك لِسانَكَ ، وَاعقِل مَن تُعاشِرُهُ مِن أهلِ زَمانِكَ ؛ تَكُن سالِما غانِما . ۳

1.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۲۸۷ ، بحار الأنوار : ج ۷ ص ۱۷۳ ح ۴ ؛ شُعب الإيمان : ج ۷ ص ۵۶ ح ۹۴۴۳ ،تفسير ابن كثير : ج ۷ ص ۲۲۴ ، كنز العمّال : ج ۲ ص ۴۹۹ ح ۴۵۹۵ .

2.بَلَوْتُه : جَرّبته واختبرته (الصحاح : ج ۶ ص ۲۲۸۵ «بلا») .

3.حلية الأولياء : ج ۴ ص ۲۲ الرقم ۲۵۵ ، البداية والنهاية : ج ۹ ص ۲۴۳ .

الصفحه من 98