الآخرة (تفصیلی) - الصفحه 4

«وَ إِنَّ لَنَا لَلْاخِرَةَ وَ الْأُولَى» . ۱«وَ لَلْاخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى» . ۲
الحقيقة أنّ القرآن الكريم ومعه الأحاديث الإسلامية يستعملان كلمة «الآخرة» في واحد من أبرز مصاديقها اللغوية ، من هذا المنطلق يجيء جواب النبيّ صلى الله عليه و آله ليزيد بن سلام عندما سأله : أخبرني لِمَ سُمّيت الآخرةُ آخرةً؟ حين قال له :
لِأَنَّها مُتَأَخِّرَةٌ تَجيءُ مِن بَعدِ الدُّنيا ، لا توصَفُ سِنينُها ، ولا تُحصى أيّامُها ، ولا يَموتُ سُكّانُها. ۳
أمّا بشأن ما روي عن الإمام عليّ عليه السلام في جواب من سأله : لِمَ سُمّيت الآخرةُ آخرةً؟ حين قال :
سُمِّيَتِ الآخِرَةُ آخِرَةً ، لِأَنَّ فيهَا الجَزاءَ وَالثَّوابَ . ۴
فالأمر فيه هو ما ذهب إليه العلّامة المجلسي قدس سره في بيانه ۵ ، من أنّ في الآخرة الجزاء والثواب ، ومادام الجزاء متأخّراً عن العمل ، فقد سُمّيت الحياة بعد الموت الآخرة .
لقد جاءت مفردة الآخرة في القرآن صفةً لـ «النشأة» تارة ، كما في قوله سبحانه : «ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْاخِرَةَ»۶ ، كما جاءت تارة اُخرى صفةً لـ «الدار» في مثل قوله تعالى : «وَ إِنَّ الدَّارَ الْاخِرَةَ لَهِىَ الْحَيَوَانُ»۷ ، كما استعملت أيضاً كمضافٍ إلى «الدار»

1.الليل : ۱۳.

2.الضحى : ۴.

3.راجع : ص ۲۵۵ ح ۱۹۲ .

4.راجع : ص ۲۵۵ ح ۱۹۳ .

5.بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۱۳.

6.العنكبوت : ۲۰.

7.العنكبوت : ۶۴ وراجع : القصص : ۸۳ .

الصفحه من 90