الاستئثار (تفصیلی) - الصفحه 14

خاطبه فيها بقوله :
فَلَم يَبلُغ أخَصُّ وُزَرائِهِم ولا أقوى أعوانِهِم ، إلّا دونَ ما بَلَغتَ مِن إصلاحِ فَسادِهِم وَاختِلافِ الخاصَّةِ وَالعامَّةِ إلَيهِم! ۱
أ وبعد ذلك يجوز للعقل أن يذعن بأنّ خاتم أنبياء اللّه والحلقة الأخيرة في قافلة المرسلين ، الذي أنبأ بأنّ دينه يظهر على الأديان كلّها وتكون له الغلبة على العالَم حتّى قيام الساعة ، قد أمر اُمّته أن تلتزم منهاج الصبر والصمت ضدّ الأشخاص الذين استهدفوا الإطاحة بالمرتكز الأساسي والاُسّ الركين الذي تقوم عليه الفلسفة الاجتماعية للديانة متمثّلاً بالقيام بالقسط ، ليكون بذلك قد وضع بيده عوامل الانهيار التي تقوّض أركان دينه وتنشب في كيانه أظفار المنية؟ الحقيقة أنّ العكس هو الصحيح ، فقد نفى صلى الله عليه و آله انتساب مثل هذه الأحاديث إليه التي تأباها فطرة القلوب وينفر منها الفكر ، وبهذا المعيار الراكز حذّر المسلمين من أنّه لا ينطق بمثل هذا الكلام ولا يحدّث بحديث كهذا . ۲

ج ـ التعارض مع القرآن

المعيار الآخر الذي يدخل في تحديد صحّة الحديث المنسوب إلى النبيّ صلى الله عليه و آله ، هو القرآن الكريم . ۳
على ضوء هذا المعيار تبرز نقطة اُخرى في نقد أحاديث الصبر على أثَرة الاُمراء وظلم الحكّام وتقويمها ، تتمثّل هذه المرّة في أنّ هذه الأحاديث لا تتعارض مع منطق الفطرة والعقل فحسب ، وإنّما هي خلاف النصّ القرآني الصريح

1.تحف العقول : ص ۲۷۶ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۳۲ ح ۲.

2.راجع : ص ۷۵ (موافقة أو مخالفة مع العقل) .

3.راجع : ص ۷۴ (موافقة أو مخالفة مع القرآن) .

الصفحه من 32