الایثار (تفصیلی) - الصفحه 7

ج ـ الإيثار في الدعاء

من النقاط التربوية التي تتألّق في سيرة أهل البيت عليهم السلام تقديمهم الآخرين في الدعاء وإيثارهم لهم ، فعن الإمام موسى الكاظم ، عن آبائه عليهم السلام :
كانَت فاطِمَةُ عليهاالسلام إذا دَعَت تَدعو لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ولا تَدعو لِنَفسِها ، فَقيلَ لَها : يا بِنتَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، إنَّكِ تَدعينَ ۱ لِلنّاسِ ولا تَدعينَ ۲ لِنَفسِكِ ! فَقالَت : الجارُ ثُمَّ الدّارُ. ۳
مضى على هذا المنهاج أتباع أهل البيت عليهم السلام إذ كان المبرّزون منهم يحظون بفضيلة هذا الضرب من الإيثار العبادي .
يحدّث زيد النرسي ، بقوله :
كُنتُ مَعَ مُعاوِيَةَ بنِ وَهَبٍ فِي المَوقِفِ وهُوَ يَدعو ، فَتَفَقَّدتُ دُعاءَهُ ، فَما رَأَيتُهُ يَدعو لِنَفسِهِ بَحَرفٍ ، ورَأَيتُهُ يَدعو لِرَجُلٍ رَجُلٍ مِنَ الآفاقِ ويُسَمِّيهِم ويُسَمِّي آباءَهُم حَتّى أفاضَ النّاسُ .
فَقُلتُ لَهُ : يا عَمُّ ، لَقَد رَأَيتُ مِنكَ عَجَبا !
قالَ : ومَا الَّذي أعجَبَكَ مِمّا رَأَيتَ ؟
قُلتُ : إيثارُكَ إخوانَكَ عَلى نَفسِكَ في مِثلِ هذَا المَوضِعِ ، وتَفَقُّدُكَ رَجُلاً رَجُلاً .
فَقالَ لي : لا تَعجَب مِن هذا يَابنَ أخي ؛ فَإِنّي سَمِعتُ مَولايَ ومَولاكَ ومَولى كُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ ـ وكانَ وَاللّهِ سَيِّدَ مَن مَضى ، وسَيِّدَ مَن بَقِيَ بَعدَ آبائِهِ عَلَيهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ وإلّا صُمَّتا اُذُنا مُعاوِيَةَ وعَمِيَتا عَيناهُ ولا نالَتهُ شَفاعَةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله إن لَم يَكُن سَمِعتُهُ مِنهُ وهُوَ يَقولُ :

1.في المصدر : «تدعون» ، والتصويب من بحارالأنوار

2.. في المصدر : «تدعون» ، والتصويب من بحارالأنوار .

3.علل الشرائع : ص ۱۸۲ ح ۲ عن أبي زيد الكحّال عن أبيه ، روضة الواعظين : ص ۳۶۱ نحوه من دون إسنادٍ إلى أحد من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۸۲ ح ۴ وراجع : دلائل الإمامة : ص ۱۵۲ ح ۶۵ وكشف الغمّة : ج ۲ ص ۹۴.

الصفحه من 62