الایثار (تفصیلی) - الصفحه 41

الصُّبحِ ، وهَجَمَ المُشرِكونَ عَلَيهِ لِلقَتلِ ، فَأَلقَى اللّهُ تَعالى في قُلوبِهِم ـ لِما أرادَهُ مِن حَياتِهِ ـ أن يوقِظوهُ مِن نَومِهِ ، فَقالوا : نُنَبِّهُهُ لِيَرى أنّا ظَفِرنا بِهِ قَبلَ قَتلِهِ ، فَلَمّا فَعَلوا ذلِكَ ، وَثَبَ إلَيهِم أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام وفي يَدِهِ سَيفُهُ ، فَتَوَلَّوا عَنهُ هارِبينَ .
فَقالَ لَهُم أميرُ المُؤمنِينَ عليه السلام : دَخَلتُم وأنَا نائِمٌ ، فَادخُلوا وأنَا مُنتَبِهٌ .
فَقالوا : لا حاجَةَ لَنا فيكَ يَابنَ أبي طالِبٍ . ۱

۶۷.مسند ابن حنبل عن ابن عبّاسـ في بَيانِ فَضائِلِ عَلِيٍّ عليه السلام ـ :شَرى عَلِيٌّ عليه السلام نَفسَهُ ؛ لَبِسَ ثَوبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ثُمَّ نامَ مَكانَهُ . ۲

۶۸.اُسد الغابة عن أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي المفسّر :رَأَيتُ في بَعضِ الكُتُبِ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَمّا أرادَ الهِجرَةَ خَلَّفَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام بِمَكَّةَ لِقَضاءِ دُيونِهِ ورَدِّ الوَدائِعِ الَّتي كانَتِ عندَهُ ، وأمَرَهُ لَيلَةَ خَرَجَ إلَى الغارِ وقَد أحاطَ المُشرِكونَ بِالدّارِ أن يَنامَ عَلى فِراشِهِ ، وقالَ لَهُ : اِتَّشِح بِبُردِيَ الحَضرَمِيِّ الأَخضَرِ ؛ فَإِنَّهُ لا يَخلُصُ إلَيكَ ۳ مِنهُم مَكروهٌ إن شاءَ اللّهُ تَعالى . فَفَعَلَ ذلِكَ .
فَأَوحَى اللّهُ إلى جِبريلَ وميكائيلَ عليهماالسلام : إنّي آخَيتُ بَينَكُما وجَعَلتُ عُمُرَ أحدِكُما أطوَلَ مِن عُمُرِ الآخَرِ ، فَأَيُّكُما يُؤثِرُ صاحِبَهُ بِالحَياةِ ؟ فَاختارا ـ كِلاهُما ـ الحَياةَ . فَأَوحَى اللّهُ عز و جل إلَيهِما : أفَلا كُنتُما مِثلَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ؟! آخَيتُ بَينَهُ وَبينَ نَبِيّي مُحَمَّدٍ ، فَباتَ عَلى فِراشِهِ يَفديهِ بِنَفسِهِ ويُؤثِرُهُ بِالحَياةِ! اِهبِطا إلَى الأَرضِ فَاحفَظاهُ مِن عَدُوِّهِ .

1.كنزالفوائد : ج ۲ ص ۵۵ .

2.مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۷۰۹ ح ۳۰۶۲ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۵ ح ۴۲۶۳ ،خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص ۷۲ ح ۲۳ ، تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۱۰۱ ح ۲۹۳ ، العمدة : ص ۸۶ ح ۱۰۲ ،بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۴۱ ح ۴ .

3.خَلَص إليه : وصل (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۳۰۱ «خلص») .

الصفحه من 62