وعين اليقين ، وحقّ اليقين (كَلّا لَو تَعْلَمونَ عِلْمَ اليَقينِ لَتَرَوُنَّ الجَحيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ اليَقينِ)(إنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ اليَقينِ)والفرق بينها إنّما ينكشف بمثال ، فعلم اليقين بالنار مثلاً هو مشاهدة المرئيّات بتوسّط نورها ، وعين اليقين بها هو معاينة جرمها ، وحقّ اليقين بها الاحتراق فيها ، وانمحاء الهويّة بها ، والصيرورة ناراً صرفاً ، وليس وراء هذا غاية ولا هو قابل للزيادة ، لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً .۱
۲۲۹۱۸.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : عِبادَ اللَّهِ ، إنّ مِن أحَبِّ عِبادِ اللَّهِ إلَيهِ عَبداً أعانَهُ اللَّهُ على نَفسِهِ ، فاستَشعَرَ الحُزنَ ، وتَجَلبَبَ الخَوفَ ، فزَهَرَ مِصباحُ الهُدى في قَلبِهِ ... قد أبَصرَ طَريقَهُ ، وسَلكَ سَبيلَهُ ، وعَرفَ مَنارَهُ ، وقَطعَ غِمارَهُ ، واستَمسَكَ مِن العُرى بأوثَقِها ، ومِن الحِبالِ بأمتَنِها ، فهُو مِن اليَقينِ على مِثلِ ضَوءِ الشَّمسِ .۲
۲۲۹۱۹.عنه عليه السلام- في صِفَةِ حُجَجِ اللَّهِ تعالى في الأرضِ -: هَجَمَ بِهِمُ العِلمُ على حَقيقَةِ البَصيرَةِ ، وباشَرُوا رُوحَ اليَقينِ ، واستَلانُوا ما اسْتَعوَرَهُ المُترَفونَ ، وأنِسُوا بِما استَوحَشَ مِنهُ الجاهِلونَ ، وصَحِبوا الدُّنيا بأبدانٍ أرواحُها مُعلَّقَةٌ بالمَحلِّ الأعلى ، اُولئكَ خُلَفاءُ اللَّهِ في أرضِهِ ، والدُّعاةُ إلى دِينِهِ ، آهِ آهِ شَوقاً إلى رُؤيَتِهِم !۳
4189 - تَفسيرُ اليَقينِ
۲۲۹۲۰.بحار الأنوار عن البرقي عن أبيه في حديث مرفوع عن النبي صلى اللَّه عليه وآله : جاءَ جَبرئيلُ عليه السلام إلَى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله : فقال : يا رسولَ اللَّهِ ، إنّ اللَّهَ تباركَ وتعالى أرسَلَني إلَيكَ بِهَديَّةٍ لَم يُعطِها أحَداً قَبلَكَ . قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : قلتُ : وما هِي؟ قالَ : الصَّبرُ وأحسَنُ مِنهُ - إلى أن قالَ - قلتُ : فما تَفسيرُ اليَقينِ ؟ قالَ : المُوقِنُ يَعمَلُ للَّه كأنّهُ يَراهُ ، فإن لَم يَكُن يَرى اللَّهَ فإنّ اللَّهَ يَراهُ ، وأن يَعلَمَ يَقيناً أنَّ ما أصابَهُ لَم يَكُن لِيُخطِئَهُ ، وأنَّ ما
1.بحار الأنوار : ۷۰/۱۴۲ .
2.نهج البلاغة : الخطبة ۸۷ .
3.نهج البلاغة : الحكمة ۱۴۷ .