ويأمر بِالمعروف وينهى عن المنكر ، وهناك فروق اُخر لا يخفى علَى الباحث المتتبّع .
هذا كلّه في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله ، وأمّا بعده فالجمهور من المسلمين على أنّ انتخاب الخليفة الحاكم في المجتمع إلَى المسلمين ، والشيعة من المسلمين على أنّ الخليفة منصوص من جانب اللَّه ورسوله ، وهم اثنا عشر إماماً علَى التفصيل المودوع في كتب الكلام .
ولكن على أيّ حال ، أمر الحكومة الإسلاميّة بعد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وبعد غيبة الإمام - كما في زماننا الحاضر - إلَى المسلمين من غير إشكال . والذي يمكن أن يستفاد من الكتاب في ذلك أنّ عليهم تعيين الحكّام في المجتمع على سيرة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ؛ وهي سنّة الإمامة دون الملوكيّة والإمبراطوريّة ، والسير فيهم بحفاظة الأحكام من غير تغيير ، والتولّي بِالشور في غير الأحكام من حوادث الوقت والمحلّ كما تقدّم . والدليل على ذلك كلّه جميع ما تقدّم من الآيات في ولاية النبيّ صلى اللَّه عليه وآله مضافة إلى قوله تعالى : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)۱ . ۲
(انظر) الإمامة العامّة : باب : 145 ، 154، 162 .
4152 - ما يوجِبُ تَسَلُّطَ وُلاةِ السَّوءِ
الكتاب :
(لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) .۳
الحديث :
۲۲۷۴۰.رسولُاللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله: كَما تَكُونوا يُوَلّىعلَيكُم .۴
۲۲۷۴۱.عنه صلى اللَّه عليه وآله : قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : إذا عَصاني مِن خَلقي مَن يَعرِفُني سَلَّطتُ علَيهِ مِن خَلقي مَن لا يَعرِفُني .۵
۲۲۷۴۲.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- وهُو يُوَبِّخُ أصحابَهُ -: أما والّذي نَفسي بِيَدِهِ لَيَظهَرَنَّ هؤلاءِ القَومُ علَيكُم ، لَيس لأنّهُم أولى بِالحَقِّ
1.الأحزاب : ۲۱ .
2.الميزان في تفسير القرآن : ۴/۱۲۱.
3.الرعد : ۱۱ .
4.كنز العمّال : ۱۴۹۷۲ .
5.كتاب من لا يحضره الفقيه : ۴/۴۰۴/۵۸۷۱ .