الوصية - الصفحه 17

يا بُنَيَّ ، قُلِ الحَقَّ لَكَ وعلَيكَ تُستَشارُ مِن بَينِ أقرانِكَ .
يا بُنَيَّ ، كُنْ لِكِتابِ اللَّهِ تالِياً ، وللإسلامِ فاشِياً ، وبِالمَعروفِ آمِراً ، وعَنِ المُنكَرِ ناهِياً ، ولِمَن قَطَعَكَ واصِلاً ، ولِمَن سَكتَ عَنكَ مُبتَدِئاً ، ولِمَن سَألَكَ مُعطِياً ، وإيّاكَ والنَّميمَةَ فإنّها تَزرَعُ الشّحناءَ في قُلوبِ الرِّجالِ ، وإيّاكَ والتَّعَرُّضَ لِعُيوبِ النّاسِ ، فمَنزِلَةُ المُتَعَرِّضِ لِعُيوبِ النّاسِ كمَنزِلَةِ الهَدَفِ .
يا بُنَيَّ ، إذا طَلَبتَ الجُودَ فعلَيكَ بمَعادِنِهِ ، فإنّ لِلجُودِ مَعادِنَ، ولِلمَعادِنِ اُصولاً، ولِلاُصولِ فُروعاً، وللفُروعِ ثَمَراً ، ولا يَطيبُ ثَمَرٌ إلّا بفَرعٍ ، ولا فَرعٌ إلّا بأصلٍ ، ولا أصلٌ ثابتٌ إلّا بمَعدِنٍ طَيِّبٍ .
يا بُنَيَّ ، إذا زُرتَ فَزُرِ الأخيارَ ، ولا تَزُرِ الفُجّارَ؛ فإنّهُم صَخرَةٌ لا يَتَفجَّرُ ماؤها ، وشَجَرَةٌ لا يَخضَرُّ وَرَقُها ، وأرضٌ لا تَظهَرُ عُشبُها .
قالَ عليُّ بنُ موسى‏ عليه السلام : فماتَرَكَ أبي هذهِ الوَصِيَّةَ إلى‏ أن تُوفِّيَ .۱

۲۱۷۷۳.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- وقد كَتَبَ بهذهِ الرِّسالَةِ إلى‏ أصحابِهِ وأمَرَهُم بمُدارَسَتِها والنَّظَرِ فيها وتَعاهُدِها والعَمَلِ بها ، فكانُوا يَضَعُونَها في مَساجِدِ بُيوتِهِم ، فإذا فَرَغوا مِن الصَّلاةِ نَظَروا فيها -: بسمِ اللَّهِ الرّحمنِ الرّحيمِ ، أمّا بَعدُ فاسألوا ربَّكُمُ العافِيَةَ ، وعلَيكُم بِالدَّعَةِ۲ والوَقارِ والسَّكِينَةِ ، وعلَيكُم بِالحَياءِ والتَّنَزُّهِ عمّا تَنَزَّهَ عنهُ الصّالِحونَ قَبلَكُم ، وعلَيكُم بمُجامَلَةِ۳أهلِ الباطِلِ ، تَحَمَّلوا الضَّيمَ مِنهُم ، وإيّاكُم ومُماظَّتَهُم ، دِينوا فيما بَينَكُم وبَينَهُم - إذا أنتُم جالَستُموهُم وخالَطتُموهُم ونازَعتُموهُم الكلامَ ، فإنّهُ لابُدَّ لَكُم مِن مُجالَسَتِهِم ومُخالَطَتِهِم ومُنازَعَتِهِمُ الكلامَ - بِالتَّقيَّةِ الّتي أمَرَكُمُ اللَّه أن

1.كشف الغمّة : ۲/۳۹۶ .

2.وَدُعَ ودَاعَة ودَعَةً : أي سكن وترفّه (النهاية : ۵/۱۶۶) .

3.المجاملة : المعاملة بالجميل . والضّيم : الظلم . وما ظظت الرجل مماظّة : شاردته ونازعته (الصحاح : ۴/۱۶۶۲ ، وج ۵/۱۹۷۳ وج ۳/۱۱۸۰) . وقوله «بالتقية» متعلّق بدينوا، وما بينهما معترض. (كما في هامش المصدر).

الصفحه من 24