۲۱۰۲۴.الإمامُ الباقرُ عليه السلام : نِيَّةُ المُؤمنِ أفضَلُ مِن عَمَلِهِ ؛ وذلكَ لأ نّهُ يَنوي مِن الخَيرِ ما لا يُدرِكُهُ ، ونِيَّةُ الكافِرِ شَرٌّ مِن عَمَلِهِ ؛ وذلكَ لأنَّ الكافِرَ يَنوي الشَّرَّ ويأمَلُ مِن الشَّرِّ ما لا يُدرِكُهُ .۱
۲۱۰۲۵.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- في الجَوابِ عَن عِلَّةِ فَضلِ نِيَّةِ المُؤمنِ على عَملِهِ -: لأنَّ العَمَلَ رُبَّما كانَرِياءً لِلمَخلوقينَ، والنِّيَّةُ خالِصَةٌ لرَبِّ العالَمينَ، فيُعطي تَعالى علَى النِّيَّةِ ما لا يُعطي علَى العَمَلِ .۲
۲۱۰۲۶.بحار الأنوار عن العالِم عليه السلام- في تفسيرِ نِيَّةِ المُؤمنِ خَيرٌ -: إنّهُ رُبَّما انتَهَت بالإنسانِ حالَةٌ مِن مَرَضٍ أو خَوفٍ ، فتُفارِقُهُ الأعمالُ ومَعَهُ نِيَّتُهُ ، فلِذلكَ الوَقتِ نِيَّةُ المُؤمنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ .
وفي وَجهٍ آخَرَ أ نّها لا يُفارِقُهُ عَقلُهُ أو نَفسُهُ ، والأعمالُ قَد يُفارِقُهُ قَبلَ مُفارَقَةِ العَقلِ والنَّفسِ .۳
بيان :
في بحار الأنوار بعد ذكر وجوه في تفسير قوله عليه السلام : «نِيَّةُ المُؤمنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ» ما نصّه : وبعدما أحطت خُبراً بما ذكرناه نذكر ما هو أقوى عندنا بعد الإعراض عن الفضول ، وهو الحقّ الحقيق بالقبول .
فاعلم أنّ الإشكالات النّاشئة من هذا الخبر إنّما هو لعدم تحقيق معنَى النّيّة ، وتوهّم أنّها تَصوُّر الغرض والغاية وإخطارها بالبال . وإذا حقّقتها - كما أومأنا إليه سابقاً - عرفت أنّ تصحيح النّيّة من أشقّ الأعمال وأحمزها ، وأ نّها تابعة للحالة الّتي النّفس متّصفة بها . وكمال الأعمال وقبولها وفضلها منوط بها ، ولايتيسّر تصحيحها إلّا بإخراج حُبّ الدّنيا وفخرها وعزّها من القلب ، برياضات شاقّة ، وتفكّرات صحيحة، ومجاهدات كثيرة ؛ فإنّ القلب سلطان البدن ، وكلّما استولى عليه يتبعه سائر الجوارح ، بل هو الحصن الّذي كلّ حُبّ استولى عليه وتصرّف فيه يستخدم سائر الجوارح والقوى ،
1.علل الشرائع : ۵۲۴ / ۲ .
2.علل الشرائع : ۵۲۴ / ۱ .
3.بحار الأنوار : ۷۰ / ۲۱۰ / ۳۱ .