الأنفال - الصفحه 4

المشهورة ، وقيل : بل مقدّرة في القراءة الشاذّة ، وقيل : إنّ المراد بالأنفال غنائم الحرب ، وقيل : غنائم غزوة بدر خاصّة بجعل اللام في‏الأنفال للعهد ، وقيل : الفي‏ء الذي للَّه والرسول والإمام ، وقيل : إنّ الآية منسوخة بآية الخمس، وقيل : بل محكمة. وقد طالت المشاجرة بينهم كما يعلم بالرجوع إلى‏ مطوّلات التفاسير ، كتفسيرَي الرازيّ والآلوسيّ وغيرهما .
والذي ينبغي أن يقال بالاستمداد من السياق : أنّ الآية بسياقها تدلّ على‏ أنّه كان بين هؤلاء المشار إليهم بقوله : (يَسْألونَكَ)تخاصم ، خاصم به بعضهم بعضاً بأخذ كلٍّ جانباً من القول لا يرضى‏ به خصمه . والتفريع الذي في قوله : (فَاتَّقوا اللَّهَ وأصْلِحوا ذاتَ بَينِكُم) يدلّ على‏ أنّ الخصومة كانت في أمر الأنفال ، ولازم ذلك أن يكون السؤال الواقع منهم المحكيّ في صدر الآية إنّما وقع لقطع الخصومة ، كأنّهم تخاصموا في أمر الأنفال ثمّ راجعوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله يسألونه عن حكمها لتنقطع بما يجيبه الخصومة وترتفع عمّا بينهم .
وهذا - كما ترى‏ - يؤيّد أوّلاً القراءة المشهورة : (يَسْألونَكَ عَنِ الأنْفالِ) فإنّ السؤال إذا تعدّى‏ ب«عن» كان بمعنَى استعلام الحكم والخبر ، وأمّا إذا استعمل متعدّياً بنفسه كان بمعنَى الاستعطاف ، ولا يناسب المقام إلّا المعنَى الأوّل .
وثانياً : أنّ الأنفال بحسب المفهوم وإن كان يعمّ الغنيمة والفي‏ء جميعاً إلّا أنّ مورد الآية هي الأنفال بمعنى‏ غنائم الحرب لا غنائم غزوة بدر خاصّة ؛ إذ لا وجه للتخصيص فإنّهم إذ تخاصموا في غنائم بدر لم يتخاصموا فيها لأنّها غنائم بدر خاصّة ، بل لأنّها غنائم مأخوذة من أعداء الدين في جهاد دينيّ ، وهو ظاهر .
واختصاص الآية بحسب موردها بغنيمة الحرب لا يوجب تخصيص

الصفحه من 10