3877 - دَعائِمُ النِّفاقِ
۲۰۶۳۷.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : النِّفاقُ على أربَعِ دَعائمَ : علَى الهَوى ، والهُوَينا۱ ، والحَفيظَةِ ، والطَّمَعِ .
فالهَوى على أربَعِ شُعَبٍ: علَى البَغي، والعُدوانِ، والشَّهوَةِ، والطُّغيان، فمَن بَغى كَثُرَت غَوائلُهُ وتَخَلّى مِنهُ وقَصَّرَ علَيهِ۲ ، ومَنِ اعتَدى لَم يُؤمَنْ بَوائقُهُ ولَم يَسلَمْ قَلبُهُ، ولم يَملِكْ نَفسَهُ عَنِ الشَّهواتِ ومَن لم يَعدِلْ نفسَهُ في الشَّهَواتِ خاضَ في الخَبيثاتِ ، ومَن طَغى ضَلَّ على عَمَدٍ۳ بلا حُجّةٍ.
والهُوَينا على أربَعِ شُعَبٍ : علَى الغِرَّةِ ، والأمَلِ، والهَيبَةِ ، والمُماطَلَةِ ؛ وذلكَ بأنَّ الهَيبَةَ تَرُدُّ عنِ الحقِّ ، والمُماطَلَةَ تُفَرِّطُ في العَمَلِ حتّى يَقدَمَ علَيهِ الأجَلُ ، ولَولا الأمَلُ عَلِمَ الإنسانُ حَسَبَ ما هُو فيهِ۴ ، ولو عَلِمَ حَسَبَ ما هُو فيهِ ماتَ خُفاتاً مِن الهَولِ والوَجَلِ ، والغِرَّةُ تُقَصَّرُ بالمَرءِ عَنِ العَمَلِ .
والحَفيظَةُ على أربَعِ شُعَبٍ : علَى الكِبرِ والفَخرِ والحَميَّةِ۵ والعَصبيَّةِ ؛ فمَنِ استَكبَرَ أدبَرَ عنِ الحَقِّ ، ومَن فَخَرَ فجَرَ ، ومَن حَمِيَ أصَرَّ علَى الذُّنوبِ ، ومَن أخَذَتهُ العَصَبيَّةُ جارَ ، فبِئسَ الأمرُ أمرٌ بينَ إدبارٍ وفُجورٍ وإصرارٍ وجَورٍ علَى الصِّراطِ.
والطَّمَعُ على أربَعِ شُعَبٍ : الفَرَحُ ، والمَرَحُ ، واللَّجاجَةُ ، والتَّكاثُرُ ؛ فالفَرَحُ مَكروهٌ عِندَ اللَّهِ ، والمَرَحُ خبلاء ، واللَّجاجَةُ بَلاءٌ لِمَن اضطَرَّتهُ إلى حَملِ الآثامِ ، والتَّكاثُرُ لَهوٌ ولَعِبٌ وشُغلٌ واستِبدالُ الّذي هُو أدنى بالّذي هُو خَيرٌ .
فذلكَ النِّفاقُ ودَعائمُهُ وشُعَبُهُ .۶
(انظر) الكذب : باب 3413 .
1.الهُوَينا : كان يمشي الهوينا ؛ تصغير الهُونى ، تأنيث الأهوَن ، وهو من الهَون : الرفق واللين والتثبّت (النهاية : ۵ / ۲۸۴) ، والمرادهنا: التهاون في أمر الدِّين وترك الاهتمام فيه ، والحفيظة : الغضب والحميّة . (كما في هامش المصدر).
2.في بعض النسخ «ونصر عليه» (كما في هامش المصدر).
3.في بعض النسخ «على عمل» (كما في هامش المصدر).
4.حَسَبتُه : إذا عَدَدتُه . خَفَتَ خُفاتاً : أي مات فَجأةً (الصحاح : ۱ / ۱۰۹ و ۱۱۰ وص ۲۴۸) .
5.قال الراغب : عبّر عن القوّة الغضبيّة إذا ثارت وكثرت بالحميّة فقيل : حميتُ على فلان أي غضبت عليه ، قال تعالى : (حَميّةَ الجاهليّةِ) المفردات للراغب : ۲۵۹ . والعَصَبَة : الأقارب من جهة الأب، والعصبيّة: والتعصّب المحاماة والمدافعة (النهاية : ۳/۲۴۵ و ۲۴۶) .
6.الكافي : ۲ / ۳۹۳ .