91
بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)

(ومن كلام له عليه السلام)

(في ذكر وقعة الطفّ المؤلمة)

۰.إنّه لمّا أصابنا بالطفّ ما أصابنا ، وقُتل أبي عليه السلام ، وقُتل مَن كان معه من ولده واخوته وسائر أهله ، وحُملت حرمه ونساؤه على الأقتاب ، يراد بنا الكوفة ، فجعلتُ أنظر إليهم صرعى ولم يُواروا ، فَعَظم ذلك في صدري ، واشتدّ لمّا أرى منهم قلقي ، فكادت نفسي تخرج ، وتبيّنت ذلك منّي عمّتي زينب الكبرى بنت عليّ عليه السلام .
فقالت : ما لي أراك تجود بنفسك ، يا بَقيّة جدّي وأبي وأُخوتي ؟
فقلت : وكيف لا أجزع وأهلع ۱ ، وقد أرى سيّدي وإخوتي وعمومتي ، ووُلد عمّتي وأهلي مُصَرَّعين بدمائهم ، مرمَّلين بالعَرى ، مسلّبين لا يُكفّنون ولا يُوارُون ، ولا يَعْرج عليهم أحد ، ولا يقرّبهم بشر ، كأنَّهم أهل بيت من الديلم والخزر ؟!
فقالت : لا يجزعنّك ما ترى ، فواللّه إنّ ذلك لعهدٌ من رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى جدّك وأبيك وعمّك .
ثُمَّ أخبر الإمام عليه السلام لزائدة بن قدامة ـ راوي الخبر ـ الحديث الطويل ، ناقلاً عن عمّته زينب الكُبرى عليهاالسلام . تركناه لأجل خروجه عن نطاق كتابنا .
قال زائدة : قال الإمام عليّ بن الحسين عليهماالسلام بعد أن حدّثني بهذا الحديث :
خُذُهُ إليك ، أما لَو ضربتَ في طلبه آباط الإبل حَوْلاً لكانَ قليلاً . ۲

1.«أهلع» : بمعنى أجزع .

2.كامل الزيارات ، ص ۲۶۱ ؛ عنه بحار الأنوار ، ج ۴۵ ، ص ۱۷۹ . كناية عن شدّة المسير ، وجاء هذا التعبير عن جده الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام حيث قال : «خمس لو ضربتم إليها آباط الإبل كُنّ لذلك أهلاً ...» ، كامل الزيارات ، ص ۲۶۰ ، ط النجف ؛ بحار الأنوار ، ج ۱ ، ص ۲۳۸ ، ط قديم ؛ وزائد بن قدامة من الرواة الموثقين ، ذكره الشيخ الطوسي في رجاله ، ص ۱۲۳ ، ط النجف ، وصاحب تنقيح المقال ، ج ۲ ، ص ۲۰ ، ط النجف .


بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
90
  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
    المساعدون :
    الحائری، جعفر عباس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 227264
الصفحه من 336
طباعه  ارسل الي