149
بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)

يطلبون العلم أدناهم إليه ، وقال : مرحبا بكم ، أنتم ودائع العلم ، ويوشك إذ أنتم صغار قوم أن تكونوا كبار آخرين . ۱
وقريب من هذا كلام عمّه الإمام الحسن عليه السلام لبنيه وبني أخيه ، فقال : يا بنيّ ، إنكم اليوم صغار قوم ، أوشك أن تكونوا كبار قوم ، فعليكم بالعلم ، فمن لم يحفظ منكم فليكتبه ، وليجعله في بيته في نسخة . ۲

۶.وقال عليه السلام :إنّ الذنوب الّتي تغيّر النّعم ؛ البغي على النّاس ، والزّوال عن العادة في الخير ، واصطناع المعروف ، وكُفران النِّعم ، وترك الشكر . قال اللّه تعالى : « إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ » .۳
والذنوب التي تورث الندم ، قتل النفس التي حرّم اللّه . قال اللّه تعالى في قصّة قابيل ـ حين قتل أخاه هابيل ، فعجز عن دفنه ـ : فسوّلت له نفسه قتل أخيه فقتله « فَأَصْبَحَ مِنَ النَّـدِمِينَ »۴ . وترك صلة القرابة حتّى يستغنوا ۵ ، وترك الصلاة حتّى يخرج وقتها ، وترك الوصية ، وردّ المظالم ، ومنع الزكاة حتّى يحضر الموت وينغلق اللّسان .
والذنوب الّتي تنزل النقم ۶ ؛ عصيان العارف بالبغي ، والتطاول على الناس ، والاستهزاء بهم ، والسخريّة منهم .
والذنوب الّتي تدفع القسم ۷ ؛ إظهار الافتقار ، والنوم عن صلاة العتمة وعن

1.الأنوار البهية ، ص ۱۰۲ .

2.انظر : سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۱۳۰ ؛ كنز العمال ، ج ۱۰ ، ص ۲۵۷ ، ح ۲۹۳۶۹ ؛ تقييد العلم ، ص ۹۱ ؛ جامع بيان العلم وفضله ، ج ۱ ، ص ۸۲ .

3.الرعد : ۱۱ .

4.المائدة : ۳۱ .

5.في نسخةٍ : «ترك صلة الرحم حين يقدر» .

6.في نسخةٍ : «تنزل النعم» .

7.في نسخةٍ : «النعم» بدل «القسم» .


بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
148

جيفة ۱ ، والعجب كلّ العجب لمن شكّ في اللّه وهو يرى الخلق ! والعجب كلّ العجب لمن أنكر الموت ، وهو يرى من يموت في كلّ يوم وليلة ! والعجب كلّ العجب لمن أنكر النشأة الاُخرى ، وهو يرى النشأة الأولى ! والعجب كلّ العجب لمن عمل لدار الفناء ، وترك دار البقاء ! ۲

۴.وقال عليه السلام :إنّ قوما عبدوا اللّه رهبةً ، فتلك عبادة العبيد ، وإنّ قوما عبدوه رغبةً ، فتلك عبادة التُّجار ، وإنّ قوما عبدوه شكرا ، فتلك عبادة الأحرار .
قلت : وفي رواية اُخرى قال عليه السلام : العبادة إن كانت رهبة فعبادة العبيد ، وإن كانت رغبة فعبادة التجار . . . ، وإن كانت شكرا فعبادة الأحرار . ۳
ورُوي هذا عن الإمامين عليّ والحسين عليهماالسلام ، كما في النهج ، وبلاغة الحسين عليه السلام ۴ ، ولا غَرْوَ إن وافق كلامه عليه السلامكلامهما ، فإنّ من بحرهما الزاخر يغترف ، ومن علمهما الغامر يقتبس . ۵

۵.وعن الباقر عليه السلام قال :كان زين العابدين عليه السلام إذا نظر إلى الشباب الّذين

1.إلى هنا نُقل عنه عليه السلام في الكافي ، ج۲ ، ص۳۲۸.

2.المحاسن ، ج۱ ، ص۳۷۸ ، ح ۸۳۲ ؛ عنه بحار الأنوار ، ج۷ ، ص۴۲.

3.وفي الحديث : لا تجتمع الرغبة والرهبة في قلب إلاّ وجبت له الجنّة ، فالرغبة هي السؤال والطلب ، والرهبة هي الخوف. (مجمع البحرين ، ج۲ ، ص۷۱)

4.نهج البلاغة ، ج ۳ ، ص ۵۳ ، مع اختلاف ، بلاغة الحسين عليه السلام ، ص ۱۵۳ .

5.حلية الأولياء ، ج ۳ ، ص ۱۳۴ ؛ تذكرة الخواص ، ص ۳۲۶ ؛ صفوة الصفوة ، ج ۲ ، ص ۵۳ .

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
    المساعدون :
    الحائری، جعفر عباس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 231990
الصفحه من 336
طباعه  ارسل الي