459
ميزان الحکمه المجلّد التّاسع

الصَّلاحِ ، وآدابُ العُلَماءِ زِيادَةٌ في العَقلِ ، وطاعَةُ وُلاةِ العَدلِ تَمامُ العِزِّ ، واستِثمارُ المالِ تَمامُ المُرُوَّةِ۱ وإرشادُ المُستَشيرِ قَضاءٌ لِحَقِّ النِّعمَةِ ، وكَفُّ الأذى‏ مِن كَمالِ العَقلِ ، وفيهِ راحَةُ البَدَنِ عاجِلاً وآجِلاً .۲

۲۲۱۳۵.عنه عليه السلام : يا هِشامُ ، إنّ العاقِلَ لا يُحَدِّثُ مَن يَخافُ تَكذيبَهُ ، ولا يَسألُ مَن يَخافُ مَنعَهُ ، ولا يَعِدُ ما لا يَقدِرُ علَيهِ ، ولا يَرجو مايُعَنَّفُ برَجائهِ‏۳، ولا يُقدِمُ على‏ ما يَخافُ فَوتَهُ بِالعَجزِ عَنهُ ۴ . ۵

4069 - مَواعِظُ الإمامِ الرِّضا عليه السلام‏

۲۲۱۳۶.الإمامُ الرضا عليه السلام : مَن حاسَبَ نَفسَهُ رَبِحَ ، ومَن غَفَلَ عَنها خَسِرَ ، ومَن خافَ أمِنَ ، ومَنِ اعتَبرَ أبصَرَ ، ومَن أبصَرَ فَهِمَ ، ومَن فَهِمَ عَلِمَ ، وصَديقُ الجاهِلِ في تَعَبٍ ، وأفضَلُ المالِ ما وُقِيَ بهِ العِرضُ ، وأفضَلُ العَقلِ مَعرِفَةُ الإنسانِ نَفسَهُ .۶

۲۲۱۳۷.قصص الأنبياء عن محمّدِ بنِ عبيدة : دخلتُ على الرضا عليه السلام ... فَوَعَظَنا ثمَّ قالَ : إنّ العابِدَ مِن بَني إسرائيلَ لَم يَكُن عابِداً حتّى‏ يَصمُتَ عَشرَ سِنينَ ، فإذا صَمَتَ عَشرَ سِنينَ كانَ عابِداً . ثُمّ قالَ : قالَ أبو جعفرٍ عليه السلام: كُنْ خَيراً لا شَرَّ مَعهُ ، كُنْ وَرَقاً لا شَوكَ مَعهُ .۷

(انظر) بحار الأنوار : 78 / 334 باب 26 .

4070 - مَواعِظُ الإمامِ الجَوادِ عليه السلام‏

۲۲۱۳۸.الإمامُ الجوادُ عليه السلام: المؤمنُ يَحتاجُ إلى‏ تَوفيقٍ مِن اللَّهِ ، وواعِظٍ مِن نَفسِهِ ، وقَبولٍ مِمَّن يَنصَحُهُ .۸

۲۲۱۳۹.عنه عليه السلام : كَيفَ يَصنَعُ (يَضيعُ) مَنِ اللَّهُ كافِلُهُ ؟! وكَيفَ يَهرَبُ مَنِ اللَّهُ طالِبُهُ ؟! مَنِ انقَطَعَ إلى‏ غَيرِ اللَّهِ وَكلَهُ اللَّهُ إلَيهِ

1.أي : استنماؤه بالتجارة والمكاسب دليل تمام الإنسانيّة وموجب له أيضاً لأنّه لا يحتاج إلى غيره ويتمكّن من أن يأتي بما يليق به (كما في هامش المصدر) .

2.الكافي : ۱/۲۰/۱۲ .

3.أي العاقل لا يرجو فوق ما يستحقّه (كما في هامش المصدر).

4.أي لا يفعل فعلاً قبل أوانه مبادراً إليه . وفي بعض النسخ «ولا يتقدّم» (كما في هامش المصدر) .

5.الكافي : ۱/۲۰/۱۲ .

6.بحار الأنوار : ۷۸/۳۵۲/۹ .

7.قصص الأنبياء: ۱۶۰/۱۷۶.

8.تحف العقول : ۴۵۷ .


ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
458

۲۲۱۳۱.عنه عليه السلام : يا هِشامُ ، لا دِينَ لمَن لا مُرُوَّةَ لَهُ، ولا مُرُوَّةَ لِمَن لاعَقلَ لَهُ‏۱ ، وإنَّ أعظَمَ النّاسِ قَدراً الّذي لا يَرَى الدُّنيا لِنَفسِهِ خَطَراً۲ أمَا إنّ أبدانَكُم لَيسَ لَها ثَمَنٌ إلّا الجَنَّةَ۳فلا تَبِيعُوها بغَيرِها .۴

۲۲۱۳۲.عنه عليه السلام : يا هِشامُ ، إنّ أميرَ المؤمنينَ عليه السلام كانَ يَقولُ : إنَّ مِن عَلامَةِ العاقِلِ أن يَكونَ فيهِ ثَلاثُ خِصالٍ : يُجِيبُ إذا سُئلَ ، ويَنطِقُ إذا عَجَزَ القَومُ عَنِ الكَلامِ ، ويَشيرُ بِالرّأيِ الّذي يَكونُ فيهِ صَلاحُ أهلِهِ ، فمَن لَم يَكُن فيهِ مِن هذهِ الخِصالِ الثَّلاثِ شي‏ءٌ فهُو أحمَقُ .
إنّ أميرَ المؤمنينَ عليه السلام قالَ : لا يَجلِسُ في صَدرِ المَجلِسِ إلّا رجُلٌ فيهِ هذهِ الخِصالُ الثَّلاثُ أو واحِدَةٌ مِنهُنَّ ، فمَن لَم يَكُن فيهِ شَي‏ءٌ مِنهُنَّ فجَلَسَ فهُوَ أحمَقُ .۵

۲۲۱۳۳.عنه عليه السلام : قالَ الحَسَنُ بنُ عليٍّ عليهما السلام: إذا طَلَبتُم الحَوائجَ فاطلُبوها مِن أهلِها . قِيلَ : ياابنَ رسولِ اللَّهِ، ومَن أهلُها ؟ قالَ : الّذينَ قَصَّ اللَّهُ (نَصَّ اللَّه) في كِتابِهِ وذَكرَهُم ، فقالَ : (إنَّما يَتَذَكَّرُ اُولو الألْبابِ) قالَ : هُم اُولو العُقولِ .۶

۲۲۱۳۴.عنه عليه السلام : قالَ عليُّ بنُ الحُسَينِ عليهما السلام : مُجالَسَةُ۷ الصّالِحينَ داعِيَةٌ إلَى

1.وذلك لأنّ من لا عقل له لا يكون عارفاً بما يليق به ويحسن، وما لا يليق به ولا يحسن ، فقد يترك اللائق ويجي‏ء بما لا يليق، ومن يكون كذلك لا يكون ذا دين . والمروّة الإنسانيّة وكمال الرجوليّة وهي الصفة الجامعة لمكارم الأخلاق ومحاسن الآداب (كما في هامش المصدر) .

2.الخطر : وخَطَرُ الرجل : قدره ومنزلته (الصحاح : ۲/۶۴۸) السَّبق الذي يُتَراهن عليه .

3.أي : ما يليق أن يكون ثمناً لها إلّا الجنّة، شبّه عليه السلام استعمال البدن في المكتسبات الباقية ببيعها بها؛ وذلك لأنّ الأبدان في التناقص يوماً فيوماً لتوجّه النفس منها إلى‏ عالم آخر ؛ فإن كانت النفس سعيدة كانت غاية سعيه في هذه الدنيا وانقطاع حياته البدنيّة إلَى اللَّه سبحانه وإلى‏ نعيم الجنّة لكونه على‏ منهج الهداية والاستقامة، فكأنّه باع بدنه بثمن الجنّة معاملةً مع اللَّه تعالى‏، ولهذا خلقه اللَّه عَزَّوجلَّ . وإن كانت شقيّة كانت غاية سعيه وانقطاع أجله وعمره إلى‏ مقارنة الشيطان وعذاب النيران لكونه على‏ طريق الضلالة، فكأنّه باع بدنه بثمن الشهوات الفانية واللذّات الحيوانيّة التي ستصير نيرانات محرقة مؤلمة ، وهي اليوم كامنة مستورة عن حواسّ أهل الدنيا وستبرز يوم القيامة (وبُرِّزَتِ الجَحيمُ لِمَن يَرى‏) معاملة مع الشيطان وخسر هناك المبطلون (كما في هامش المصدر) .

4.الكافي : ۱/۱۹/۱۲ .

5.الكافي : ۱/۱۹/۱۲ .

6.الكافي : ۱/۱۹/۱۲ .

7.في كلامه عليه السلام ترغيب إلى المعاشرة مع الناس والمؤانسة بهم واستفادة كلّ فضيلة من أهلها ؛ وزجر عن الاعتزال والانقطاع اللذين هما منبت النفاق ومغرس الوسواس والحرمان عن المشرب الأتمّ المحمّديّ صلى اللَّه عليه وآله والمقام المحمود، والموجب لترك كثير من الفضائل والخيرات وفوت السنن الشرعيّة وآداب الجمعة والجماعات وانسداد أبواب مكارم الأخلاق (كما في هامش المصدر) .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
عدد المشاهدين : 145867
الصفحه من 643
طباعه  ارسل الي