233
ميزان الحکمه المجلّد التّاسع

3928 - الهِجرَةُ إلَى الحَبَشَةِ

الكتاب :

(وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ للَّهِ‏ِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) .۱

(انظر) المائدة : 82 - 85 .

التّفسير :

في مجمع البيان في تفسير قوله تعالى‏ : (وإنّ مِن أهْلِ الكِتابِ ...) : اختلفوا في نزولها ، فقيل : نزلت في النجاشيّ ملك الحبشة واسمه أصحَمَةُ وهو بالعربيّة عطيّة ؛ وذلك أنّه لمّا مات نعاه جبرائيل لرسول اللَّه في اليوم الذي مات فيه ، فقال رسول اللَّه : اخرُجوا فصَلُّوا على‏ أخٍ لَكُم ماتَ بغَيرِ أرضِكُم ، قالوا : ومَن ؟ قالَ : النَّجاشِيُّ .
فخرج رسول اللَّه إلَى البقيع وكُشِف له من المدينة إلى‏ أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشيّ وصلّى عليه ، فقال المنافقون : انظروا إلى هذا يصلّي على عِلْج نصرانيّ حبشيّ لم يره قطّ وليس على‏ دينه ! فأنزل اللَّه هذه الآية ، عن جابر بن عبداللَّه وابن عبّاس وأنس وقتادة .۲
وفي تفسير القمّيّ : قولُهُ : (لَتَجِدَنَّ أشَدَّ النّاسِ عَداوَةً لِلّذِينَ آمَنوا اليَهودَ والّذِينَ أشْرَكوا ولَتَجِدَنَّ أقْرَبَهُم مَوَدَّةً لِلّذِين آمَنوا الَّذينَ قالُوا إنّا نَصارى‏)۳ فإنّه كان سبب نزولها أنّه لمّا اشتدّت قريش في أذى‏ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وأصحابه الذين آمنوا به بمكّة قبل الهجرة أمرهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله أن يخرجوا إلَى الحبشة ، وأمر جعفرَ بن أبي طالب عليه السلام أن يخرج معهم ، فخرج جعفر ومعه سبعون رجلاً من المسلمين حتّى‏ ركبوا البحر ، فلمّا بلغ قريش خروجهم بعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد إلَى النجاشيّ

1.آل عمران : ۱۹۹ .

2.مجمع البيان : ۲ / ۹۱۶ .

3.المائدة : ۸۲ .


ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
232
  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
عدد المشاهدين : 145906
الصفحه من 643
طباعه  ارسل الي