الناسِ في أموالِهِم قَدْرَ الذي يَسَعُ فُقَراءَهُم ، فإن ضاعَ الفَقيرُ أو أجهَدَ أو عَرِيَ ، فبما يَمنَعُ الغَنيُّ ، وإنّ اللَّهَ عزّوجلّ مُحاسِبٌ الأغنياءَ في ذلكَ يَومَ القِيامَةِ ، ومُعَذِّبُهُم عَذاباً ألِيماً .۱
۷۷۶۰.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : إنّ اللَّهَ عزّوجلّ فَرَضَ لِلفُقَراءِ في أموالِ الأغنياءِ ممّا يَكتَفُونَ بهِ ، ولَو عَلِمَ اللَّهُ أنَّ الذي فَرَضَ لَهُم لَم يَكفِهِم لَزادَهُم ، فإنّما يُؤْتَى الفُقَراءُ فيما اُوتُوا مِن مَنعِ مَن مَنَعَهُم حُقوقَهُم ، لا مِنَ الفَريضَةِ .۲
۷۷۶۱.عنه عليه السلام : إنّ اللَّهَ تعالى خَلَقَ الخَلقَ كُلَّهُم فَعَلِمَ صَغيرَهم وكَبيرَهم ، وعَلِمَ غَنِيَّهُم وفَقِيرَهُم ، فَجَعَلَ مِن كُلِّ ألفِ إنسانٍ خَمسَةً وعِشرينَ مِسكِيناً ، فلَو عَلِمَ أنّ ذلكَ لا يَسَعُهُم لَزادَهُم ، لأ نّهُ خالِقُهُم وهُو أعلَمُ بهِم .۳
۷۷۶۲.عنه عليه السلام : إنّما وُضِعَتِ الزَّكاةُ اِختِباراً للأغنِياءِ ومَعُونَةً لِلفُقَراءِ ، ولَو أنَّ الناسَ أدَّوا زكاةَ أموالِهِم ما بَقِيَ مسلمٌ فَقيراً مُحتاجاً ، ولَاسْتَغنى بما فَرَضَ اللَّهُ عزّوجلّ لَهُ ، وإنّ الناسَ ما افتَقَرُوا ، ولا احتاجُوا ، ولا جاعُوا ، ولا عَرُوا إلّا بِذُنوبِ الأغنياءِ .۴
۷۷۶۳.الإمامُ الكاظمُ عليه السلام : إنّما وُضِعَتِ الزَّكاةُ قُوتاً للفُقَراءِ وتَوفيراً لأموالِ الأغنياءِ .۵
۷۷۶۴.الإمامُ الرِّضا عليه السلام : إنّ علّةَ الزَّكاةِ مِن أجلِ قُوتِ الفُقَراءِ ، وتَحصِينِ أموالِ الأغنِياءِ؛ لأنّ اللَّهَ عزّوجلّ كَلَّفَ أهلَ الصِّحَّةِ القِيامَ بِشَأنِ أهلِ الزَّمانَةِ والبَلوى ، كما قال اللَّه تَبارَكَ وتَعالى : (لَتُبْلَوُنَّ في أمْوالِكُم وأنْفُسِكُم)۶في أموالِكُم : إخراجُ الزَّكاةِ ، وفي أنفسِكُم : تَوطينُ الأنفُسِ عَلَى الصَّبرِ .
مَعَ ما في ذلكَ مِن أداءِ شُكرِ نِعَمِ اللَّهِ عزّوجلّ ، والطَّمَعِ في الزِّيادَةِ ، مع ما فيهِ مِن الزِّيادةِ والرَّأفَةِ والرَّحمَةِ لِأهلِ الضَّعفِ ، والعَطفِ عَلى أهلِ المَسكَنَةِ ، والحَثِّ لَهُم على المُواساةِ ، وتَقوِيَةِ الفُقَراءِ ، والمَعونَةِ لَهُم على أمرِ الدِّينِ ،
1.بحار الأنوار : ۹۶/۲۸/۵۷ .
2.علل الشرائع : ۳۶۹/۲ ، انظر وسائل الشيعة : ۶/ ۳/۲ وح ۳ .
3.علل الشرائع : ۳۶۹/۱ .
4.كتاب من لا يحضره الفقيه : ۲/۷/۱۵۷۹ .
5.علل الشرائع : ۳۶۸/۱ .
6.آل عمران : ۱۸۶ .