صالح - الصفحه 4

ولهم حضارة ومدنيّة يعمرون الأرض ويتّخذون من سهولها قصوراً وينحِتون من الجبال بيوتاً آمنين (الأعراف : 74) ، ومن شُغلهم الفلاحة بإجراء العيون وإنشاء الجنّات والنخيل والحرث (الشعراء : 148) .
كانت ثمود تعيش على‏ سنّة الشعوب والقبائل ؛ يحكم فيهم سادتهم وشيوخهم . وقد كانت في المدينة التي بعث فيها صالح تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون (النمل : 48) فطغوا في الأرض وعبدوا الأصنام وأفرطوا عتوّاً وظلماً .

2 - بعثة صالح عليه السلام:

لمّا نسيت ثمود ربّها وأسرفوا في أمرهم أرسل اللَّه إليهم صالحاً النبيّ عليه السلام ، وكان من بيت الشرف والفَخار معروفاً بالعقل والكفاية (هود : 62 ، النمل : 49) فدعاهم إلى‏ توحيد اللَّه سبحانه ، وأن يتركوا عبادة الأصنام ، وأن يسيروا في مجتمعهم بالعدل والإحسان ، ولا يعلوا في الأرض ولا يسرفوا ولا يطغوا ، وأنذرهم بالعذاب (هود ، الشعراء ، الشمس وغيرها) .
فقام عليه السلام بالدعوة إلى‏ دين اللَّه بالحكمة والموعظة الحسنة ، وصبر على الأذى‏ في جنب اللَّه ، فلم يؤمن به إلّا جماعة قليلة من ضعفائهم (الأعراف : 75) وأمّا الطغاة المستكبرون وعامّة من تَبِعهم فأصرّوا على‏ كفرهم ، واستذلّوا الذين آمنوا به ، ورمَوه بالسَّفاهة والسِّحر (الأعراف : 66 ، الشعراء : 153 ، النمل : 47) . وطلبوا منه البيّنة على‏ مقاله ، وسألوه آية معجزة تدل على‏ صدقه في دعوَى الرسالة ، واقترحوا له أن يخرج لهم من صخر الجبل ناقة ، فأتاهم بناقة على‏ ما وصفوها به ، وقال لهم : إنّ اللَّه يأمركم أن تشربوا من عين مائكم يوماً وتكفّوا عنها يوماً فتشربها الناقة ، فلها شِرب يوم ولكم شِرب يوم معلوم ، وأن تذروها تأكل في أرض

الصفحه من 6