الإتراف - الصفحه 4

يَابنَ مَسعودٍ ، ما يَنفَعُ مَن يَتَنَعَّمُ فِي الدُّنيا إذا اُخلِدَ فِي النّارِ ؟! (يَعْلَمُونَ ظاهِرًا مِّنَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) .۱ يَبنونَ الدُّورَ ، ويُشَيِّدونَ القُصورَ ، ويُزَخرِفونَ المَساجِدَ ، لَيسَت هِمَّتُهُم إلَّا الدُّنيا ، عاكِفونَ عَلَيها ، مُعتَمِدونَ فيها ، آلِهَتُهُم بُطونُهُم ؛ قالَ اللَّهُ تَعالى‏ : ( وَ تَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَ إِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَ أَطِيعُونِ ) ،۲ وقالَ اللَّهُ تَعالى‏ : ( أَفَرَأيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَيهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى‏ عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلَى‏ سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلى‏ بَصَرِهِ غِشوةٌ فَمَن يَهديهِ مِن بَعدِ اللَّه أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ) .۳ وما هُوَ إلّا مُنافِقٌ جَعَلَ دينَهُ هَواهُ ، وإلهَهُ بَطنَهُ ، كُلُّ مَا اشتَهى مِنَ الحَلالِ وَالحَرامِ لَم يَمتَنِع مِنهُ ؛ قالَ اللَّهُ تَعالى‏: ( وَ فَرِحُواْ بِالْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ مَا الْحَيَوةُ الدُّنْيَا فِى الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ) .۴
يَابنَ مَسعودٍ ، مَحاريبُهُم نِساؤُهُم ، وشَرَفُهُمُ الدَّراهِمُ وَالدَّنانيرُ ، وهِمَّتُهُم بُطونُهُم ، اُولئِكَ هُم شَرُّ الأَشرارِ ، الفِتنَةُ مِنهُم وإلَيهِم تَعودُ .
يَابنَ مَسعودٍ ، قَولُ اللَّهِ تَعالى‏ : ( أَفَرَءَيْتَ إِن مَّتَّعْناهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى‏ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ ) .۵
يَابنَ مَسعودٍ ، أجسادُهُم لا تَشبَعُ ، وقُلوبُهُم لا تَخشَعُ .
يَابنَ مَسعودٍ ، الإِسلامُ بَدَأَ غَريباً وسَيَعودُ غَريباً كَما بَدَأَ ، فَطوبى‏ لِلغُرَباءِ ! فَمَن أدرَكَ ذلِكَ الزَّمانَ مِن أعقابِكُم فَلا تُسَلِّموا عَلَيهِم في ناديهِم ، ولا تُشَيِّعوا جَنائِزَهُم ، ولا تَعودوا مَرضاهُم ؛ فَإِنَّهُم يَستَنّونَ بِسُنَّتِكُم ، ويَظهَرونَ بِدَعواكُم ، ويُخالِفونَ أفعالَكُم ؛ فَيَموتونَ عَلى‏ غَيرِ مِلَّتِكُم ، اُولئِكَ لَيسوا مِنّي ولا أنَا مِنهُم .۶

۲۲۵۵.الزهد لابن حنبل عن يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط : اُتِيَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله بِسَويقٍ مِن سَويقِ اللَّوزِ ، فَلَمّا خيضَ قالَ : ما هذا ؟ قالوا : سَويقُ اللَّوزِ .
قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : أخِّروهُ عَنّي ؛ هذا شَرابُ المُترَفينَ .۷

1.الروم : ۷ .

2.الشعراء : ۱۲۹ - ۱۳۱ .

3.الجاثية : ۲۳ .

4.الرعد : ۲۶ .

5.الشعراء : ۲۰۵ - ۲۰۷ .

6.مكارم الأخلاق : ۲ / ۳۴۴ / ۲۶۶۰ .

7.الزهد لابن حنبل : ۱۱ .

الصفحه من 6