شرح نهج البلاغه (ما سلم من شرح الوبري لنهج البلاغة) - الصفحه 79

حِرفَتُه تَأدِيبُهم. ولا يجوزُ إِطلاقُ المعلِّم على عُلماءِ الإِسلام ؛ لأَنّه شَنِيعٌ غَيرُ مَشهودٍ. ۱
وإِذا وجب تَحصِيلُ العلمِ على العُقَلاءِ من الوَجهَين اللذين ذَكَرناهُما من الأَقسام ـ ولابدّ في كلا القِسمَين من مُنَبِّهٍ ، أَو مُبَلِّغ للسَّمعياتِ ، أَو صاحبٍ للفَتاوى في نوازِل الشّرعِ ـ وجب على العُلماءِ التَّعرِيفُ ، وعلى غَيرِهم المَعرِفَةُ.
وإِذا وجبَ التَّنْبِيهُ في العَقليّات ۲ والبيانُ والبلاغُ في الشَّرعيّاتِ ؛ جمع اللّهُ جُمَلَ ذلك في القرآنِ العظيمِ ، فانْطَوَى على بيانِ العقلِ والشَّرعِ تَقرِيراً ۳ لهذا الأَصلِ ، فقال اللّهُ تعالى: «وَ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَـبَ تِبْيَـنًا لِّكُلِّ شَىْ ءٍ»۴ إِلى غيرِ ذلك من الآياتِ ، فلذلك قال: ما أَخَذَ اللّهُ على أَهلِ الجَهلِ أَن يَتَعَلَّموا حتّى أَخذَ اللّه على أَهلِ العلمِ أَن يُعَلِّموا.
ولمّا وجبَ التَّنبِيهُ في العقليّاتِ ، والبيانُ والبلاغُ في الشّرعيّات ، أَودَع اللّهُ جُمَلاً من العقلِ وتفاصيلَه وجُملاً من الشَّرعِ وبَعضَ تفاصِيلِه القرآنَ العظيم ، كما قال: «وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِى كِتَـبٍ مُّبِينٍ»۵ . ۶

1.من هنا يبدأ الكلام المقحم في «۲۰۷ ظ» الثلاثة الأسطر الأخيرة إلى «۲۰۸ ظ» نحو أربعة أسطر. أنظر ص ۸۵۶ التعليق.

2.إلى هنا تنتهي الأسطر الثلاثة المقحمة في «۲۰۷ ظ» ويستمر الكلام متصلاً بهذه الأسطر الثلاثة قريباً من ورقة.

3.في «د»: تعليماً ، وفي «خ»: تقريراً ، وفي «ح» (ج ۲، ص ۷۰۸) : تقريراً ، والمناسب هنا ما في «ح».

4.سورة النحل، الآية ۸۹ .

5.سورة الأنعام، الآية ۵۹ .

6.معارج ، ص ۸۸۴.

الصفحه من 80