الأربعون حديثاً في فضائل أهل البيت (ع) - الصفحه 133

۵.عن الحرث، عن داود، عن [أبي] صالح، عن أبي الدرداء: أن رجلاً قال: يا رسول الله، [أ] رأيت الرجل يقوم الليل، ويصوم النهار، ويحجّ، ويعتمر، ويتصدق، ويغزو في سبيل الله، ويعود المريض، ويصل الرحم، ويتّبع الجنائز، ويقري الضيف ـ حتى عدّ عشر خصال ـ، فما منزلته عند الله يوم القيامة؟ قال: إنما ثوابه في كلّ ما كان منه في ذلك على قدر عقله . ۱

۶.وبالإسناد يرفعه إلى زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر / ۳ / : أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال : ما اكتَسب أحدٌ مكتسباً مثل فضل العقل، يهدي صاحبه إلى هدى، ويردّه عن ردى، ولا ما تمّ ۲ إيمان عبد ولا استقام دينه حتى يكمل عقله عن عبادة وسلامة . ۳

1.في بغية الباحث للحارث بن أبي اُسامة (ص۲۵۸، ح ۸۳۵): حدثنا داود بن المحبر، ثنا جسر، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء: أن رجلاً قال: يا رسول الله، أرأيت الرجل يقوم الليل ويصوم النهار ويحج ويعتمر ويتصدق ويغزو في سبيل الله ويعود المريض ويصل الرحم ويتّبع الجنائز ويقري الضيف ـ حتى عدّ هذه العشرة خصال ـ فما منزلته عند الله يوم القيامة؟ قال: إنما ثوابه يوم القيامة في كل ما كان منه في ذلك على قدر عقله .

2.الظاهر زيادة «لا» ؛ ففي بعض المصادر الناقلة لهذا الحديث: ولا تمّ.

3.روى الماوردي في باب فضل العقل من كتاب أدب الدنيا والدين (ص ۴) عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنه قال: ما اكتسب المرء مثل عقل يهدي صاحبه إلى هدى، ويردّه عن ردى. وفي بغية الباحث للحارث بن أبي اُسامة: (ص۲۵۵، ح ۸۲۱) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر: ان النبي صلى الله عليه و آله قال: ما اكتسب رجل ما اكتسب مثل فضل عقل يهدي صاحبه إلى هدى ويرده عن ردى، وما تمّ إيمان عبد ولا استقام دينه حتى يكمل عقله. وفي المعجم الصغير للطبراني (ج ۱ ، ص ۲۴۱، ح ۶۷۶): حدثنا عبد الرحمن بن حاتم أبو زيد المرادي، حدثنا أصبغ بن الفرج، حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله : ما اكتسب مكتسب مثل فضل علم يهدي صاحبه إلى هدى أو يرده عن ردى، ولا استقام دينه حتى يستقيم عمله، لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به أصبغ. وفي فيض القدير شرح الجامع الصغير: (ما اكتسب مكتسب مثل فضل علم يهدي صاحبه إلى هدى) كتقوى وصبر وشكر ورجاء وخوف وزهد وقناعة وسخاء وحسن خلق وصدق إخلاص وغير ذلك (ويرده عن ردى) كغل وحقد وحسد وغش وخيانة وكبر وبخل ومداهنة وطول أمل وقسوة قلب وقلة حياء ورحمة إلى غير ذلك (ولا استقام دينه حتى يستقيم عقله) هذا لفظ رواية الكبير، ولفظ رواية الصغير الذي عزى إليها المؤلف: «علمه» بدل «عقله» كما قال المنذري، انتهى. وذلك بأن يعقل عن الله أمره ونهيه؛ لأن العقل منبع العلم واُسّه، والعلم يجري منه مجرى الثمر من الشجر والنور من الشمس، والرؤية من العين، وكيف لايشرف ما هو وسيلة للسعادة في الدارين ؟ ولهذا ورد في خبر : إن لكل شيء دعامة ، ودعامة المؤمن عقله، فبقدر عقله تكون عبادته، أما سمعت قول الفجار: «لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير» ، قال الماوردي: إن لكل فضيلة اُسّاً، ولكل أدب ينبوعا، واُسّ الفضائل وينبوع الأدب هو العقل، جعله الله للدين أصلاً وللدنيا عمادا، فأوجب التكليف بكماله، وجعل الدنيا مدبّرة بأحكامه، وألّف بين خلقه مع اختلاف زمانهم وتباين أغراضهم، وجعل ما تعبدهم قسمين: قسم وجب بالعقل فأكد بالشرع، وقسم جاز في العقل فأوجبه الشرع، فكان العقل عليهما معيارا. (فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي، ج ۵، ص ۵۴۲، ح ۷۸۳۰).

الصفحه من 155