الفوائد الرجالية - الصفحه 255

عبد اللّه عليه السلام لمّا رأى ما أصابه به ـ أي عذافر ـ : إنّما خوّفتك بما خوّفني اللّه به . قال محمّد : فقدم أبي فما زال مغموماً مكروباً حتّى مات . ۱

إظهار

في بيان حال الحسين بن الحكم

فنقول : إنّي لم أجد أحداً من علماء الرجال قد تعرّض لبيان حاله ولكنّي بعد التتبّع التامّ في كتب أخبار الرجال ۲ وجدت حديثاً دالاًّ على قدحه ففي اُصول الكافي في باب الشكّ : عن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس ، عن الحسين بن الحكم قال : كتبت إلى العبد الصالح عليه السلام اُخبره أنّي شاكٌّ وقد قال : « رَبَّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى »۳ فإنّي اُحبّ أن تُريني شيئاً . فكتب إليه : إنّ إبراهيم كان مؤمناً وأحبّ أن يزداد إيماناً ، وأنت شاكٌّ ، والشاكّ لا خير فيه ـ وكتب : ـ إنّما الشكّ ما لم يأت اليقين ، فإذا جاء اليقين لم يجز الشكّ ـ وكتب : ـ إنّ اللّه عزّوجلّ يقول : « وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ »۴ قال : نزلت في الشاكّ . . . الحديث . ۵
وجه الدلالة ظاهر ؛ إذ قوله : « إنّي شاكّ » يحتمل وجهين :
أحدهما : أنّه شاكّ في المعاد كما أنّ إبراهيم عليه السلام كان شاكّاً في المعاد ، وقد قال : « رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى »۶ وقوله تعالى : « أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلكِن لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي »۷ يدلّ على أنّه كان شاكّاً في المعاد ؛ إذ عدم الاطمئنان بلزوم الشكّ جزماً ، فلو حصل له اليقين بالمعاد لما سأل عن إحياء الموتى ليرتفع عنه الشك ، فأجاب عليه السلامعنه بأنّ إبراهيم عليه السلامكان

1.نفس المصدر ، ص ۱۰۵ ، ح ۱ .

2.«ألف» : ـ الرجال .

3.سورة البقرة ، الآية ۲۶۰ .

4.سورة الأعراف ، الآية ۱۰۲ .

5.الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۹۹ ، ح ۱ .

6.نفس الآية .

الصفحه من 273