الفوائد الرجالية - الصفحه 187

هذه الرواية قد صدرت عن ابن أبي عمير في أواخر إمامته عليه السلام وكان عمره هناك خمس عشرة سنة ـ ليكون قابلاً للأداء ـ يلزم أن يكون عمره قريباً إلى أربع وثمانين سنة وهو غير مستبعد ، فالقول بأنّ الواسطة بينهما محذوفة وأنّه لم يلقه عليه السلاممستبعد جدّاً .
على أنّا قد وجدنا روايته عن مولانا الباقر عليه السلام ، ففي التهذيب في كتاب الحجّ : عن موسى بن القاسم ، عن صفوان وابن أبي عمير وجميل بن درّاج وحمّاد بن عيسى وجماعة ممّن روينا ۱ ، عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلامأنّهما قالا : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله أمر أن يؤخذ من كلّ بدنة . . . الحديث . ۲
فهذه روايات روى محمّد بن أبي عمير عن مولانا الباقر عليه السلام أيضاً ، ولا استبعاد في روايته عنه عليه السلام ؛ إذ قد عرفت أنّ محمّد بن أبي عمير مات سنة سبع عشرة ومئتين ، وانتقال الروح المطّهر لمولانا الباقر عليه السلام كان في سنة أربع عشرة ومئة ، فالتفاوت ما بين التأريخين ثلاث ومئة سنة ، فلو فرض أنّ هذه الرواية قد صدرت عن محمّد بن أبي عمير في أواخر إمامته وكان عمره هناك خمس عشرة سنة ـ ليكون قابلاً للرواية ـ يلزم حينئذٍ أن يكون عمره قريباً إلى مئة وثماني عشرة سنة وهو غير مستبعد .
فنقول : إنّك بعد ما عرفت أنّ روايته عن مولانا الباقر عليه السلام غير مستبعد نقول : إنّ روايته عن مولانا الصادق عليه السلام غير مستبعد بطريق أولى ، فالحقّ أن يقال : إنّ كلّ حديث روى فيه محمّد بن أبي عمير عن مولانا الباقر والصادق عليهماالسلام فهو غير محكوم بالإرسال ، بل الحديث صحيح وملاقاته إيّاهما عليهماالسلام ممكنة ، فما ذكره رحمه اللهمن الإرسال ناشٍ عن قصور التتبّع وعدم ملاحظة الطبقات ، واللّه أعلم بحقيقة الحال .

الفائدة الخامسة والعشرون

قال صاحب المنتقى :
وقد وقع في الكافي والتهذيب في كتاب الحجّ هكذا : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن أخيه الحسين بن علي بن يقطين قال : سألت أبا

1.في المصدر : + من أصحابنا .

2.تهذيب الأحكام ، ج ۵ ، ص ۲۲۳ ، ح ۹۱ .

الصفحه من 273