الفوائد الرجالية - الصفحه 177

فعلى هذا نقول : إنّ بعد فرض كون وفاة علي بن يقطين في أيّام إمامة مولانا الكاظم عليه السلام كيف يمكن أن يقال : إنّ الحسن والحسين ابن علي بن يقطين لم يكن في زمان مولانا وسيدنا الكاظم عليه السلام ولم يرو عنه ؟ !
بل نقول : إنّهما كانا في زمانه قطعاً ، غاية ما في الباب أنّ المدّعي يمكن أن يدّعي أنّهما كانا صغيرين في زمانه عليه السلام فلم يحصل لهما الشرائط المعتبرة في الراوي .
ولو ادّعى ذلك نقول : إنّه يمكن أن يكون الحسن والحسين قد سمعا في صغر سنّهما عن مولانا الكاظم عليه السلام ذلك طرقاً من الحديث فروياه عنه بعد بلوغهما بغير واسطة ، وهذا مما لا مانع منه . وأمّا أنّه لم يلقه فظنّي أنّه مجرّد دعوى من غير بيّنة .
والحاصل أنّ روايتهما عن الكاظم عليه السلام ممّا لا شكّ فيه ولا ريب يعتريه ، وأنّه كان في زمانه عليه السلام ، فما ذكره رحمه الله من أنّهما لم يلقيا مولانا الكاظم عليه السلام ليس في محلّه ؛ فتدبّر حتّى ينكشف لك حقيقة الحال .

الفائدة السادسة عشر

قال في المشتركات :
قد وجد في الكافي في باب قبالة الأرض والتهذيب : الحسن بن محبوب عن الحسين بن سعيد ۱ ، وهو سهو ؛ لأنّه لا يروي عنه إلاّ بواسطة حمّاد بن عيسى ، انتهى . ۲
أقول : مقتضى ما ذكره رحمه الله هو أنّ الحسن بن محبوب لم يلق الحسين بن سعيد ولم يكن في طبقته ، ولكن لا يخفى ما فيه من الاعتراض ؛ إذ الحسن بن محبوب ـ على ما ذكره الكشّي ـ مات في أواخر سنة أربع وعشرين ومئتين وكان من أصحاب الرضا عليه السلام ۳ ، وقد ذكر العلاّمة في الخلاصة أنّه كان من أبناء خمس وسبعين سنة ۴ ، وقبض مولانا الصادق عليه السلام في شوال سنة ثمان وأربعين ومئة .
فالتفاوت ما بين التأريخين ستّ وسبعون سنة . وقد سمعتَ من كلام الخلاصة أنّ

1.الكافي ، ج ۵ ، ص ۲۶۷ ، ح ۴ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۸ ، ص ۷۹ ، ح ۱۹۰ .

2.هداية المحدّثين ، ص ۴۳ .

3.اختيار معرفة الرجال ، ص ۵۸۴ ، (رقم ۱۰۹۴) .

4.خلاصة الأقوال ، ص ۳۷ ، (رقم ۱) .

الصفحه من 273