الفوائد الرجالية - الصفحه 161

علي ـ أعلى اللّه مقامه ۱ ـ .
وبعد ما عرفت من أنّ حمّاد بن عيسى يمكن أن يروي عن عبيد اللّه نقول : يمكن أن يكون راوياً عن أخيه محمّد ؛ لأنّ عبد اللّه بن مسكان وحمّاد بن عيسى مشاركان في الطبقة ، وعبد اللّه بن مسكان يروي عن محمّد بن علي بن أبي شعبة كما صرّح بذلك الشيخ الطريحي ۲ ، فكذا جاز أن يكون حمّاد بن عيسى راوياً عن محمّد لعدم التفرقة بينهما .
وأمّا ما ذكره رحمه الله من أنّ تصحيف علي بالحلبي قريب ، فهو في غاية السخافة كما لا يخفى على المتتبّع الفطن العارف .
وبالجملة جميع ما استدلّ رحمه الله على عدم تصحيح الخبر المذكور قد عرفت أنّ الكلّ هيّن لا يمكن التمسّك بأمثال هذه الوجوه .
فعلى هذا نقول : إنّ كلّ سند وقع فيه الحسين بن سعيد وكان راوياً عن حمّاد وهو عن الحلبي ، فهو محكوم بالصحّة ولا يحكم فيه بالإرسال كما فعل بعض من لا تتبّع له .

الفائدة التاسعة

قال شيخنا الحسن قدس سره في بعض حواشيه على التهذيب في أوائل كتاب الحج ـ عند رواية موسى بن القاسم ، عن معاوية بن وهب ، عن صفوان ، عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام قوله : « وَللّهِِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً »۳ الحديث ۴ ـ :
في هذا الإسناد خلل واضح ؛ فإنّ موسى بن القاسم يروي عن معاوية بن وهب بالواسطة ؛ لأنّه لم يلقه ، وسيأتي ما يشهد بذلك ، وصفوان ممّن لقيه موسى بن القاسم ، وروايته عنه بغير واسطة في غاية الكثرة ، فكيف صارت روايته عنه بالواسطة ؟ !

1.منتهى المقال ، ج۷ ، ص۳۶۳ .

2.جامع المقال ، ص۱۲۵ .

3.سورة آل عمران ، الآية ۹۷ .

4.تهذيب الأحكام ، ج ۵ ، ص ۳ ، ح ۴ .

الصفحه من 273