الفوائد الرجالية - الصفحه 133

حينذاك قد قطع مراحله الدراسية في مشهد و النجف و سامراء ، و نال مرتبة الاجتهاد ، و اُجيز من أساتذته و شيوخه ، و صدّقوا اجتهاده و بلوغه إلى المراتب العلمية العالية .
في بيرجند ألقى رحل إقامته و تزوّج باُمّ أولاده ، و اشتغل بالتأليف و التصنيف ، و إقامة الجمعة و الجماعة ، و التدريس و الإفاضة على الطلبة من تلامذته ، و أجوبة المسائل الواردة و الإفتاء .
اتّفق في الأيام الاُولى من استقرار الشيخ ببيرجند أن التقى بملاّ إبراهيم الحنفي الذي كان من أفاضل علماء أهل السنة معروفا بينهم بإحاطته بالكلام و الجدل ، و ذلك بمجلس الأمير علم حاكم ذلك القطر ، وجرت بينهما مباحثات في الإمامة و المسائل الخلافية بين الطائفتين ، و انتهت المباحثات بتفوّق الشيخ على الملا إبراهيم ، و صار ذلك سببا لشهرته في الأوساط العلمية و عند الناس .
كان يرجع إليه أهل تلك البلاد من الشيعة و الحنفية فيفتي كلاًّ حسب مذهبه في الفقه و العقيدة ، و كان في الخطابات الرسمية الأفغانية الصادرة إليه من هراة يلقب ب«مفتي الفريقين» .
و من طريف آرائه أنه كان يرى وجوب الاستعداد للجهاد على كلّ أحد ، و وجوب تعلّم استعمال أدوات الحرب ، و كان يذهب كلّ يوم ببندقيّته مع جماعة من الوجوه و الأشراف خارج المدينة للتمرين على الأسلحة . كما أنّه كان يمون بعض الشباب المعوزين بالأموال من الزكوات و الحقوق الشرعية الاُخرى لكي يتدرّبوا على الأسلحة ، و استخدم لتدريبهم رجلين من يجيد استعمال الأسلحة النارية . و قد نشرت في وقته أنباء هذه الحركة في أعداد من مجلة «حبل المتين» ، و لكن قانون خلع السلاح حدّ من هذا النشاط إلى أن جاءت الجندية و أجبرت الشباب على الخدمة في الجيش .

الصفحه من 273