شرح حديث «نية المؤمن خير من عمله» - الصفحه 330

ثم تلا قوله تعالى : «قل كل يعمل على شاكلته »۱ قال : على نيته . ۲
فهذا الجواب في الحقيقة يؤيّد ما روي أن نية الكافر شرّ من عمله ، ويقوّي ورود السؤال بأن النية المجردة لا عقاب فيها؟ ولا يدفع شيئا من الشقوق الباقية من السؤال ، إلاّ بما سنذكره ونقرّره إن شاء اللّه تعالى ، فكيف يستحق أن يسمى جوابا ؟ وجوابٌ لأي سؤال هو ؟
وقس على ذلك باقي الوجوه ؛ فإنه مع ما فيها من التمحّلات التي يمجّها السمع ولا يقبلها الطبع ، لا تدفع السؤال بحذافيره ، ولا تستحق أن يسمّى جميعها جوابا ، فكيف يمكن أن يقال لكل منها : إنه جواب برأسه ! ولو ذكرنا جميع ما فيها مفصلاً لطال الكلام وأدّى إلى الملال ، ولكن ما أظن أن ذلك يخفى على من تأمل أدنى تأمل .
وربما أذكر بعضا من ذلك عند كلامي على ما ساء ذكره من أجوبة شيخنا البهائي عليه الرحمة ، ومن لم يكتف بذلك وأراد التفصيل فعليه بمطالعة كتابنا المسمى بـ الجواهر السليمانية .
ثم أقول : إن كل من أتى من الفضلاء من زمان السيّد قدس سره إلى زمان الشهيد ، ومن زمان الشهيد إلى زمان شيخنا البهائي رحمه الله ونظر في هذا الحديث ، لم يذكر زيادة على ما ذكراه .
وأما شيخنا البهائي ـ عليه الرحمة ـ فإنه قد أسقط ممّا ذكره الشهيد شيئا ، وزاد شيئا آخر ، فننقل ۳ كلامه أيضا بعينه ونذكر ما فيه ، ثم نذكر بعد ذلك ما وعدناه ممّا لم يذكره أحد إن شاء اللّه تعالى ، فنقول :

[نقل كلام الشيخ البهائي رحمه الله]

إن شيخنا البهائي قد ذكر الحديث ولم يذكر سؤالاً ، وشرع في تقرير الأجوبة كأنه يشير إلى أن الحديث لا ينبغي أن يحمل على ظاهره ويحتاج إلى تأويل ، كما فعل

1.سورة الإسراء ، الآية ۸۴ .

2.الكافي ، ج۲ ، ص۸۵ ، تحقيق علي أكبر الغفاري ، مطبعة حيدري ، نشر : آخوندي ، الطبعة الرابعة ۱۳۶۵ه ؛ المحاسن ، ج۲ ، ص۳۳۱ ، تحقيق : السيد جلال الدين الحسيني ، دار الكتب الإسلامية .

3.قد تقرأ في المخطوطة : «فتنقل» ، أو : «فلتنقل» .

الصفحه من 346