الحاشية علي كتاب من لا يحضره الفقيه - الصفحه 314

باب المياه وطهرها ونجاستها

قال الشيخ السعيد الفقيه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ مصنّف هذا الكتاب رحمة اللّه عليه :
إنّ اللّه تبارك وتعالى يقول : «وَ أَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً طَهُورًا »۱ ، ويقول عزّ وجلّ : «وَ أَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءَم بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّ.هُ فِى الْأَرْضِ وَ إِنَّا عَلَى ذَهَابِم بِهِى لَقَ.دِرُونَ »۲ ، ويقول عزّ وجلّ : «وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِى»۳.
فأصل الماء كلّه من السماء ، وهو طهور كلّه ، وماء البحر طهور ، وماء البئر طهور .
قال ۴ قدس اللّه روحه : «إنّ اللّه تبارك وتعالى يقول : «وَ أَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً طَهُورًا » . إلى قوله : . وهو طهور كلّه .
[أقول :] يجوز أن يراد بالسماء في هذه الآيات وأمثالها السحاب ؛ فإنّ السماء في اللغة تطلق على ما علا ، ولذلك ۵ يسمّون السقف سماء ، وأن يراد بها الفلك على معنى أنّ المطر ينزل منه إلى السحاب ، ومن السحاب إلى الأرض ، ولا التفات إلى ما زعمه الطبيعيّون إذ لم يقيموا على ما زعموه من سبب حدوث المطر برهانا تركن النفس إليه ، ولو سلّمنا ذلك لأمكن أن يكون المراد بإنزال الماء من السماء أنّه حصل من أسباب سماويّة تصعد من أعماق الأرض إلى الجوّ أجزاء بخاريّة مرطّبة ۶ فتنعقد سحابا ماطرا كما قالوه ، واللّه أعلم بحقائق الاُمور .

1.سورة الفرقان ، الآية ۴۸ .

2.سورة المؤمنون ، الآية ۱۸ .

3.سورة الأنفال ، الآية ۱۱ .

4.في «ش» : قوله . وكذا في الموارد الآتية .

5.في «ش» : وكذلك .

6.في «ع» : بطيّة .

الصفحه من 430