سلوة الشيعة ( تاج الاشعار ) - الصفحه 265

ويعدُّ الشعر من فنون البلاغة والفصاحة ، إلى جانب الخطابة والكلام القصير في الحِكَم والأمثال والآداب ، والرسائل والكتب والمواعظ . وقد نُسب لأمير المؤمنين عليه السلاممن فنون البلاغة الشيء الكثير ، وقد تكفّل الشريف الرضيّ رحمه الله (المتوفى سنة 406 ه) ببعض ذلك ، فجمع في درّته اليتيمة نهج البلاغة عيون خطبه وكلماته القصار ورسائله صلوات اللّه عليه ، وقد أحسن وأجاد وأفاد ، فللّه درّه وعليه أجره . وقد استدرك آخرون على نهجه فجمعوا أضعاف ما جمعه الشريف ، كما بُذلت جهود جبّاره لشرح تراثه الخالد ، وعُدَّ شرح ابن أبي الحديد المدائني (المتوفى سنة 565 ه ) من أوسع الشروح وأشهرها .
أما الشعر المنسوب إليه عليه السلامفهناك مجاميع متعدّدة من المتقدّمين والمتأخّرين جمعوا فيها ما نسب إليه عليه السلاممن الشعر ، وفيها الشعر الجيّد والرديء ، والصحيح والمنحول ، والقويّ والضعيف ، والحسن والركيك . هذا فضلاً عن الاختلاف في عدد الأبيات والمصارع والكلمات ، لكن برغم ذلك يستشهد به الكلّ ، ويحاول أن يعثر في أبياتها على ضالّته ، وينفّس بها عمّا يدور في خلده وبين جنباته ، فشعر عليّ عليه السلامكخطبه ورسائله وكلماته فيه أنفاس عليّ عليه السلام ومشاعره وأحاسيسه وآلامه وأفراحه . وهو كنزٌ لا يقدّر بثمن .
ومن أوائل من أقدم على جمع ما صحّت له نسبته من أشعاره عليه السلامهو الذي وصفته المصادر بأنّه شيخ الأفاضل ، وبقية المشايخ ، الأديب الأريب ، واُعجوبة زمانه وآية أقرانه ، وشيخ الصناعة ، والممتطي غوارب البراعة ، الإمام أبو الحسن عليّ بن أحمد

الصفحه من 290