أهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام - الصفحه 8

2 . نظرية إقامة الدولة

يرى بعض علماء الشيعة الكبار - مثل : الشيخ المفيد والشريف المرتضى وكذلك بعض العلماء المعاصرين - ، أنّ الإمام الحسين عليه السلام ثار من أجل إقامة الحكم ، ويرى أصحاب هذا الرأي أن الإمام الحسين عليه السلام انطلق من المدينة إلى مكّة؛ لئلّا يبايع يزيد بن معاوية ، وعندما أخبره مسلم بن عقيل بنصرة أهل الكوفة له انطلق نحوها بهدف إقامة الحكم وإحياء سنّة رسول اللَّه.
ويرى الشيخ المفيد في المسائل العكبريّة خلال سؤال وجواب ، أنّ هدف الإمام هو الانتصار على الأعداء كما هو شأن كافّة المجاهدين :
... وما بال الحسين بن عليّ عليه السلام صار إلى الكوفة وقد علم أنّهم يخذلونه ولا ينصرونه وأنّه مقتول في سفرته تلك؟ . . . فأمّا علم الحسين عليه السلام بأنّ أهل الكوفة خاذلوه فلسنا نقطع على ذلك، إذ لا حجّة عليه من عقل ولا سمع‏ . ۱
ويُعدّ الشيخ الصالحي نجف آبادي (مؤلّف كتاب شهيد جاويد) الشخص الوحيد الذي تبنّى في عصرنا الحالي نظريّة إقامة الحكم وحاول إقامة الأدلّة عليها. ويرى أنّ هدف الإمام لم يكن معيّناً سلفاً، بل كان يتّخذ التصميم المناسب حسب الظروف ، وكان يسعى لتحقيق هدف معيّن في كلّ ظرف ، وهو يرى أنّ ثورة الإمام الحسين كانت على أربع مراحل، وكان عليه السلام يسعى في كلّ مرحلة لتحقيق هدف معيّن .
ويذكّر بأن الرأي الشائع بين أهل السنّة في تحليل حادثة عاشوراء هو إقامة الحكم أيضاً .
وقد خصّص ابن كثير عنوان أحد أبحاث كتابه لهذا الموضوع ، وهو «قصّة الحسين بن عليّ عليه السلام وسبب خروجه في طلب الإمارة» ۲ .
ومن الواضح أنّ صراحة أهل السنّة في البيان وعدم اختلافهم في هذا المجال يعودان إلى أنّهم ينظرون إلى هذا الموضوع نظرة تاريخية بحتة ، ولا يفسّرونه من النواحي الكلامية.

1.المسائل العكبرية : ص ۶۹ - ۷۱، بحار الأنوار: ج ۴۲ ص ۲۵۷ - ۲۵۸ .

2.البداية والنهاية: ج ۸ ص ۱۴۹.

الصفحه من 15