الأنبياءِ» بِحُسنِ مُراجَعَتِهِ قَومَهُ .۱
۱۹۷۰۷.قصص الأنبياء عن وَهَبِ بنِ مُنَبِّهِ اليَمانيّ : إنّ شُعَيباً وأيُّوبَ صلواتُ اللَّهِ علَيهِما وبَلعَمَبنَ باعُورا كانوا مِن وُلدِ رَهطٍ آمَنوا لإبراهيمَ يَومَ اُحرِقَ فنَجا ، وهاجَروا مَعهُ إلَى الشّامِ ، فَزَوَّجَهُم بَناتَ لُوطٍ ، فكلُّ نَبيٍّ كانَ قَبلَ بَني إسرائيلَ وبعدَ إبراهيمَ صلَواتُ اللَّهِ علَيهِ مِن نَسلِ اُولئكَ الرَّهطِ ، فبَعَثَ اللَّهُ شُعَيباً إلى أهلِ مَديَنَ ولَم يَكونوا فَصيلَةَ شُعَيبٍ ولا قَبيلَتَهُ الّتي كانَ مِنها ، ولكنَّهُم كانوا اُمّةً مِن الاُمَمِ بُعِثَ إلَيهِم شُعَيبٌ صلَواتُ اللَّهِ علَيهِ ، وكانَ علَيهِم مَلِكٌ جَبّارٌ لا يُطيقُهُ أحَدٌ مِن مُلوكِ عَصرِهِ ، وكانوا يَنقُصونَ المِكيالَ والمِيزانَ ، ويَبخَسونَ النّاسَ أشياءَهُم ، مَع كُفرِهِم باللَّهِ وتَكذيبِهِم لنَبيِّهِ وعُتُوِّهِم ، وكانوا يَستَوفُونَ إذا اكتالُوا لأنفُسِهِم أو وَزَنوا لَها ، فكانوا في سَعَةٍ مِن العَيشِ ، فأمَرَهُمُ المَلِكُ باحتِكارِ الطَّعامِ ونَقصِ مَكائيلِهِم و مَوازينِهِم ، ووَعَظَهُم شُعَيبٌ فأرسَلَ إلَيهِ المَلِكُ : ماتَقولُ فيما صَنَعتُ ؟ أراضٍ أم أنتَ ساخِطٌ ؟ فقالَ شُعَيبٌ : أوحَى اللَّهُ تعالى إلَيَّ أنَّ المَلِكَ إذا صَنَعَ مِثلَ ما صَنَعتَ يقالُ لَهُ : ملِكٌ فاجِرٌ ، فكذَّبَهُ المَلِكُ وأخرَجَهُ وقَومَهُ مِن مَدينَتِهِ ، قالَ اللَّهُ تعالى حِكايَةً عنهُم : (لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ والّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنا)۲ فزادَهُم شُعَيبٌ في الوَعظِ ، فقالوا : (ياشُعَيْبُ أصَلاتُكَ تَأمُرُكَ أنْ نَتْرُكَ مايَعْبُدُ آباؤنا أوْ أنْ نَفْعَلَ في أمْوالِنا ما نَشاءُ)۳؟!، فآذَوهُ بالنَّفيِ مِن بلادِهِم ، فسَلَّطَ اللَّهُ علَيهِمُ الحَرَّ والغَيمَ حتّى أنضَجَهُم ، فلَبِثوا فيه تِسعَةَ أيّامٍ ، وصارَ ماؤهُم حَميماً لايَستَطيعونَ شُربَهُ ،فانطَلَقوا إلى غَيضَةٍ۴ لَهُم وهُو قولُهُ تعالى :(وأصْحابُ الأيْكَةِ)۵، فَرَفَعَ اللَّهُ لَهُم سَحابَةً سَوداءَ فاجتَمَعوا في ظِلِّها ، فأرسَلَ اللَّهُ علَيهِم ناراً مِنها فأحرَقَتهُم
1.بحار الأنوار : ۱۲/۳۸۷ .
2.الأعراف : ۸۸ .
3.هود : ۸۷ .
4.الغَيضة : الأجمة ؛ وهي مغيض ماء مجتمع فينبت فيه الشجر (مجمع البحرين : ۲/۱۳۴۸) .
5.ق : ۱۴ .