النبوّة الخاصّة - الصفحه 241

قالَ رأسُ الجالُوتِ : أعرِفُ هذهِ الكَلِماتِ وما أعرِفُ تَفسيرَها .
قالَ الرِّضا عليه السلام : أنا اُخبِرُكَ بهِ ، أمّا قَولُهُ : جاءَ النُّور مِن قِبَلِ طُورِ سَيناءَ : فذلكَ وَحيُ اللَّهِ تباركَ وتعالى‏ الّذي أنزَلَهُ على‏ موسى‏ على‏ جَبَلِ طُورِ سَيناءَ ، وأمّا قولُهُ : وأضاءَ للنّاسِ في جَبَلِ ساعِيرَ : فهُو الجَبَلُ الّذي أوحَى اللَّهُ عَزَّوجلَّ إلى‏ عيسَى بنِ مَريمَ عليه السلام وهُو علَيهِ ، وأمّا قولُهُ : واستَعلَنَ علَينا مِن جَبَلِ فارانَ : فذاكَ جَبَلٌ مِن جِبالِ مَكّةَ ، وبَينَهُ وبَينَها يَومانِ أو يَومٌ .
قالَ شَعيا النَّبيُّ - فيما تَقولُ أنتَ وأصحابُكَ في التَّوراةِ - : رَأيتُ راكِبَينِ أضاءَ لَهُما الأرضُ ، أحَدُهُما على‏ حِمارٍ ، والآخَرُ على‏ جَمَلٍ ، فمَن راكِبُ الحِمارِ ومَن راكِبُ الجَمَلِ ؟
قالَ رأسُ الجالُوتِ : لا أعرِفُهُما ، فخَبِّرْني بِهما !
قالَ عليه السلام : أمّا راكِبُ الحِمارِ فعيسى‏ ، وأمّا راكِبُ الجَمَلِ فمحمّدٌ صلى اللَّه عليه وآله ، أتُنكِرُ هذا مِن التَّوراةِ ؟
قالَ : لا ما اُنكِرُهُ .
ثُمّ قالَ‏الرِّضا عليه السلام: هَل‏تَعرِفُ حَيقوقَ النَّبيَّ عليه السلام؟
قالَ : نَعَم ، إنّي بهِ لَعارِفٌ !
قالَ : فإنّهُ قالَ - وكِتابُكُم يَنطِقُ بهِ - : جاءَ اللَّهُ تعالى‏ بالبَيانِ مِن جَبَلِ فارانَ ، وامتَلأتِ السَّماواتُ مِن تَسبيحِ أحمَدَ واُمّتِهِ ، يَحمِلُ خَيلَهُ في البَحرِ كما يَحمِلُ في البَرِّ ، يأتِينا بكِتابٍ جَديدٍ بَعدَ خَرابِ بَيتِ المَقدِسِ - يَعني بالكتابِ : القرآنَ - أتَعرِفُ هذا وتُؤمِنُ بهِ ؟
قالَ رأسُ الجالُوتِ : قَد قالَ ذلكَ حَيقوقُ النَّبيُّ عليه السلام ولا نُنكِرُ قولَهُ .
قالَ الرِّضا عليه السلام : فقد قالَ داوودُ عليه السلام في زَبورِهِ - وأنتَ تَقرَؤهُ - : اللّهُمّ ابعَثْ مُقيمَ السُّنَّةِ بَعدَ الفَترَةِ ، فهَل تَعرِفُ نَبيّاً أقامَ السُّنَّةَ بَعدَ الفَترَةِ غيرَ محمّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ؟
قالَ رأسُ الجالُوتِ : هذا قَولُ داوودَ نَعرِفُهُ ولا نُنكِرُهُ ، ولكنْ عَنى‏

الصفحه من 262