النبوّة الخاصّة - الصفحه 168

الرَّسُّ ؟ فقالَ : هو نَهرٌ بِمُنقَطَعِ آذَربَيجانَ ، وهُو بَينَ حَدِّ أرمينِيَةَ وآذَربَيجانَ ، وكانوا يَعبُدونَ الصُّلبانَ ، فبَعَثَ اللَّهُ إلَيهِم ثَلاثينَ نَبيّاً في مَشهَدٍ واحِدٍ فقَتَلوهُم جَميعاً ، فبَعَثَ اللَّهُ إلَيهِم نَبيّاً وبَعَثَ مَعهُ وَلِيّاً فجاهَدَهُم ، وبَعَثَ اللَّهُ مِيكائيلَ في أوانِ وُقُوعِ الحَبِّ والزَّرعِ فأنضَبَ ماءَهُم ، فلَم يَدَعْ عَيناً ولا نَهراً ولا ماءً إلّا أيبَسَهُ ، وأمَرَ مَلَكَ المَوتِ فأماتَ مَواشِيَهُم ، وأمَرَ اللَّهُ الأرضَ فابتَلَعَت ما كانَ لَهُم مِن تِبرٍ أو فِضَّةٍ أو آنيَةٍ - فهُو لِقائمِنا عليه السلام إذا قامَ - فماتُوا كلُّهُم جُوعاً وعَطَشاً وبُكاءً ، فلَم يَبقَ مِنهُم باقِيَةٌ ، وبَقِيَ مِنهُم قَومٌ مُخلِصونَ فدَعَوا اللَّهَ أن يُنجِيَهُم بزَرعٍ وماشِيَةٍ وماءٍ ، ويَجعَلَهُ قَليلاً لِئلّا يَطغَوا ، فأجابَهُمُ اللَّهُ إلى‏ ذلكَ لِما عَلِمَ مِن صِدقِ نِيّاتِهِم ، ثُمّ عادَ القَومُ إلى‏ مَنازِلِهِم فوَجَدوها قد صارَت أعلاها أسفَلَها ، وأطلَقَ اللَّهُ لَهُم نَهرَهُم ، وزادَهُم فيهِ على‏ ما سَألوا ، فقامُوا علَى الظّاهِرِ والباطِنِ في طاعَةِ اللَّهِ ، حتّى‏ مَضى‏ اُولئكَ القَومُ وحَدَثَ نَسلٌ بعدَ ذلكَ أطاعُوا اللَّهَ في الظّاهِرِ ونافَقُوهُ في الباطِنِ ، وعَصَوا بأشياءَ شتّى‏ ، فبَعَثَ اللَّهُ مَن أسرَعَ فيهِمُ القَتلَ ، فبَقِيَت شِرذِمَةٌ مِنهُم فَسَلَّطَ اللَّهُ علَيهِم الطّاعونَ ، فلَم يَبقَ مِنهُم أحَدٌ وبَقِيَ نَهرُهُم ومَنازِلُهُم مِائتَي عامٍ لا يَسكُنُها أحَدٌ ، ثُمّ أتَى اللَّهُ تعالى‏ بقَومٍ بعدَ ذلك فنَزَلوها وكانُوا صالِحينَ ، ثُمّ أحدَثَ قَومٌ مِنهُم فاحِشَةً واشتَغلَ الرِّجالُ بالرَّجالِ والنِّساءُ بالنِّساءِ فَسَلّطَ اللَّهُ علَيهِم صاعِقَةً فلَم يَبقَ مِنهُم باقِيَةٌ .۱

1.قصص الأنبياء : ۹۶/۸۹ .

الصفحه من 262