النبوّة الخاصّة - الصفحه 152

ليأخذها فاطّلع من الكوّة فإذا امرأة اُوريا بن حيّان تغتسل فهواها وهَمَّ بتزويجها ، فبعث باُوريا إلى بعض سراياه وأمر بتقديمه أمام التابوت الذي فيه السكينة ،۱ ففعل ذلك وقتل .
فلمّا انقضت عدّتها تزوّجها وبنى بها فولد له منها سليمانُ ، فبينا هو ذات يوم في محرابه إذ دخل عليه رجلان ففزع منهما ، فقالا : لا تَخفْ خصمان بغى بعضنا على بعض - إلى قوله : - وقليل ما هم ، فنظر أحد الرجلين إلى صاحبه ثمّ ضحك ، فتنبّه داوود على أنّهما ملكان بعثهما اللَّه إليه في صورة خصمَين ليُبَكِّتاه على خطيئته ، فتاب وبكى حتّى نبت الزرع من كثرة دموعه .
ثمّ قال في المجمع - ونعم ما قال - : إنّه ممّا لا شبهة في فساده ؛ فإنّ ذلك ممّا يقدح في العدالة ، فكيف يجوز أن يكون أنبياء اللَّه - الذين هم اُمناؤه على وحيه وسفراؤه بينه وبين خلقه - بصفة من لا تقبل شهادته وعلى حالة تنفر عن الاستماع إليه والقبول منه.
أقول : والقصّة مأخوذة من التوراة ، غير أ نّ التي فيها أشنع وأفظع ، فعُدِّلت بعض التعديل على ما سيلوح لك .
ففي التوراة ما ملخّصه : وكان في وقت المساء أ نّ داوود قام عن سريره وتمشّى على سطح بيت الملك ، فرأى من على السطح امرأة تستحمّ ، وكانت المرأة جميلة المنظر جدّاً ، فأرسل داوود وسأل عن المرأة فقيل : إنّها بتشبعُ امرأة اُوريا الحِثي ، فأرسل داوود رُسُلاً وأخذها ، فدخلت عليه فاضطجع معها وهي مطهّرة من طمثها ، ثمّ رجعت إلى بيتها وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داوود أ نّها حُبلى .
وكان اُوريا في جيش لداوود يحاربون بني عمون ، فكتب داوود إلى يوآب أمير جيشه يأمره بإرسال اُوريا إليه ، و لمّا أتاه وأقام عنده أيّاماً كتب

1.انظر) : ۴۴۳ / ۱۹۷۴۱ .

الصفحه من 262