الإملاء - الصفحه 4

مِن ذلكَ إبليسُ ، كانَ في جِوارِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ في القُربِ مِنهُ ، فأمَرَهُ فأبى‏ وتَعَزّزَ وكانَ مِن الكافِرينَ ، فأملَى اللَّهُ لَهُ . واللَّهِ ، ما عَذَّبَ اللَّهُ بشي‏ءٍ أشَدَّ مِن الإملاءِ . واللَّهِ يا حسينُ ما عذَّبَهُمُ اللَّهُ بشي‏ءٍ أشَدَّ من الإملاءِ .۱

۱۹۱۳۷.الدرّ المنثور عن يزيد بنِ مَيسَرةَ : أجِدُ فيما أنزَلَ اللَّهُ على‏ موسى‏ : أيَفرَحُ عَبدي المؤمنُ أن أبسُطَ لَهُ الدُّنيا وهُو أبعَدُ لَهُ مِنّي ، أو يَجزَعُ عَبدي المؤمنُ أن أقبِضَ عَنهُ الدّنيا وهُو أقرَبُ لَهُ منّي ؟! ثُمّ تَلا : (أيَحْسَبونَ أ نَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مالٍ وبَنينَ * نُسارِعُ لَهُمْ في الخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرونَ)۲.۳

التّفسير :

قوله تعالى‏ : (ولا يَحْسَبنَّ الّذينَ كَفَروا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ...)۴ لمّا طيّب نفس نبيّه في مسارعة الكفّار في كفرهم - أنّ ذلك في الحقيقة تسخير إلهيّ لهم لينساقوا إلى‏ حيث لايبقى‏ لهم حظّ في الآخرة - عطف الكلام إلَى الكفّار أنفسهم ، فبيّن أنّه لا ينبغي لهم أن يفرحوا بما يجدونه من الإملاء والإمهال الإلهيّ ؛ فإنّ ذلك سَوق لهم بالاستدراج إلى‏ زيادة الإثم ، ووراء ذلك عذاب مهين ليس معه إلّا الهوان ، كلّ ذلك بمقتضى‏ سنّة التّكميل .۵

1.بحار الأنوار : ۵/۲۱۶/۳ .

2.المؤمنون : ۵۵ و ۵۶ .

3.الدرّ المنثور : ۶/۱۰۴ .

4.آل عمران : ۱۷۸ و الأنفال : ۵۹ .

5.الميزان في تفسير القرآن : ۴/۷۹ .

الصفحه من 4