مِن ذلكَ إبليسُ ، كانَ في جِوارِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ في القُربِ مِنهُ ، فأمَرَهُ فأبى وتَعَزّزَ وكانَ مِن الكافِرينَ ، فأملَى اللَّهُ لَهُ . واللَّهِ ، ما عَذَّبَ اللَّهُ بشيءٍ أشَدَّ مِن الإملاءِ . واللَّهِ يا حسينُ ما عذَّبَهُمُ اللَّهُ بشيءٍ أشَدَّ من الإملاءِ .۱
۱۹۱۳۷.الدرّ المنثور عن يزيد بنِ مَيسَرةَ : أجِدُ فيما أنزَلَ اللَّهُ على موسى : أيَفرَحُ عَبدي المؤمنُ أن أبسُطَ لَهُ الدُّنيا وهُو أبعَدُ لَهُ مِنّي ، أو يَجزَعُ عَبدي المؤمنُ أن أقبِضَ عَنهُ الدّنيا وهُو أقرَبُ لَهُ منّي ؟! ثُمّ تَلا : (أيَحْسَبونَ أ نَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مالٍ وبَنينَ * نُسارِعُ لَهُمْ في الخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرونَ)۲.۳
التّفسير :
قوله تعالى : (ولا يَحْسَبنَّ الّذينَ كَفَروا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ...)۴ لمّا طيّب نفس نبيّه في مسارعة الكفّار في كفرهم - أنّ ذلك في الحقيقة تسخير إلهيّ لهم لينساقوا إلى حيث لايبقى لهم حظّ في الآخرة - عطف الكلام إلَى الكفّار أنفسهم ، فبيّن أنّه لا ينبغي لهم أن يفرحوا بما يجدونه من الإملاء والإمهال الإلهيّ ؛ فإنّ ذلك سَوق لهم بالاستدراج إلى زيادة الإثم ، ووراء ذلك عذاب مهين ليس معه إلّا الهوان ، كلّ ذلك بمقتضى سنّة التّكميل .۵
1.بحار الأنوار : ۵/۲۱۶/۳ .
2.المؤمنون : ۵۵ و ۵۶ .
3.الدرّ المنثور : ۶/۱۰۴ .
4.آل عمران : ۱۷۸ و الأنفال : ۵۹ .
5.الميزان في تفسير القرآن : ۴/۷۹ .