3441 - وُجوهُ الكُفرِ في كِتابِ اللَّهِ
۱۷۸۳۵.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- لمّا سُئلَ عَن وُجوهِ الكُفرِ في كتابِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ -: الكُفرُ في كتابِ اللَّهِ على خَمسَةِ أوجُهٍ :
فمِنها كُفرُ الجُحودِ ، والجُحودُ على وجهَينِ ، والكُفرُ بتَركِ ما أمَرَ اللَّهُ ، وكُفرُ البَراءةِ ، وكُفرُ النِّعَمِ .
فأمّا كُفرُ الجُحودِ فهُو الجُحودُ بالرُّبوبيَّةِ وهُو قَولُ مَن يَقولُ : لا رَبَّ ولا جَنَّةَ ولا نارَ ! وهُو قَولُ صِنفَينِ مِن الزَّنادِقَةِ يقالُ لَهُمُ : الدَّهريَّةُ ، وهُمُ الذينَ يَقولونَ : (وَما يُهلِكُنا إلّا الدَّهْرُ) وهُو دِينٌ وَضَعُوهُ لأنفُسِهِم بالاستِحسانِ على غيرِ تَثَبُّتٍ مِنهُم ولا تَحقيقَ لِشيءٍ مِمّا يقولونَ ، قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (إنْ هُمْ إلّا يَظُنُّونَ)۱ أنَّ ذلكَ كما يقولونَ . وقالَ : (إنَّ الذينَ كَفَرُوا سَواءٌ علَيهِم ءَأنْذَرْتَهُم أمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)۲ يَعني بِتَوحيدِ اللَّهِ تعالى ، فهذا أحَدُ وُجوهِ الكُفرِ .
وأمّا الوَجهُ الآخَرُ مِن الجُحودِ على مَعرِفَةٍ۳ ، وهُو أن يَجحَدَ الجاحِدُ وهُو يَعلَمُ أنّهُ حَقٌّ ، قدِ استَقَرَّ عِندَهُ وقَد قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (وَجَحَدُوا بها واستَيْقَنَتْها أنفُسُهُم ظُلْماً وعُلُوّاً)۴ وقالَاللَّهُ عَزَّوجلَّ : (وكانُوا مِن قَبلُ يَستَفْتِحُونَ علَى الّذينَ كَفَرُوا فلَمّا جاءَهُم ما عَرَفُوا كَفَرُوا بهِ فَلَعنَةُ اللَّهِ علَى الكافِرِينَ)۵ فهذا تفسيرُ وَجهَيِ الجحودِ .
والوَجهُ الثالثُ مِن الكُفرِ كُفرُ النِّعَمِ ، وذلكَ قولُهُ تعالى يَحكي قَولَ سُلَيمانَ عليه السلام: (هذا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي ءَأشْكُرُ أم أكْفُرُ ومَن شَكَرَ فإنّما يَشكُرُ لِنَفِسِهِ ومَن كَفَرَ فإنَّ رَبِّي غَنيٌّ كَريمٌ)۶ وقالَ : (لِئنْ شَكَرْتُم لَأزِيدَنَّكُم ولَئنْ كَفَرْتُم إنَّ عَذابِي لَشديدٌ)۷ وقالَ : (فاذْكُرُونِي أذكُرْكُم واشكُرُوا لِي ولا تَكْفُرُونِ) .۸
1.الجاثية : ۲۴ .
2.البقرة : ۶ . وخصّ نفي الإيمان في الآية بتوحيد اللَّه لأنّ سائر ما يكفرون به من توابع التوحيد. (كما في هامش المصدر) .
3.هكذا في النسخ التي رأيناها ، والصواب : «وأمّا الوجه الآخر من الجحود فهو الجحود على معرفة» ولعلّه سقط منقلم النسّاخ . وهذا الكفر هو كفر التهوّد . (كما في هامش المصدر).
4.النمل : ۱۴ .
5.البقرة : ۸۹ .
6.النمل : ۴۰ .
7.إبراهيم : ۷ .
8.البقرة : ۱۵۲ .