الغِيبة - الصفحه 16

۱۵۶۴۷.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام: إنَّ مِن الغِيبَةِ أن تقولَ في أخيكَ ماسَتَرَهُ اللَّهُ علَيهِ .۱

بيان :

قال الشهيد الثاني رضوان اللَّه عليه في ذكر أقسام الغيبة : لمّا عرفتَ أنّ المراد منها ذِكرُ أخيك بما يكرهه منه لو بلغه أو الإعلام به أو التنبيه عليه ، كان ذلك شاملاً لما يتعلَّق بنُقصانٍ في بدنه أو نسبه أو خلقه أو فعله أو قوله أو دينه أو دنياه ، حتّى‏ في ثوبه وداره ، وقد أشار الصادق عليه السلام إلى‏ ذلك - أي في مصباح الشريعة - بقوله : وجوهُ الغِيبَةِ تَقَعُ بذِكرِ عَيبٍ فِي الخُلقِ والفِعلِ والمُعامَلَةِ والمَذهَبِ والجَهلِ وأشباهِهِ . فالبدن كذكرك فيه العمش والحول والعور والقرع والقصر والطّول والسّواد والصّفرة وجميع ما يتصوّر أن يوصف به ممّا يكرهه . وأمّا النّسب بأن تقول : أبوه فاسقٌ أو خبيث ، أو خسيس ، أو إسكاف ، أو حائك ، أو نحو ذلك ممّا يكرهه كيف كان ، وأمّا الخُلق بأن تقول : إنّه سيّ‏ء الخُلق بخيل متكبّر مُراءٍ شديد الغضب جبان ضعيف القلب ونحو ذلك . وأمّا في أفعاله المتعلّقة بالدّين كقولك : سارق ، كذّاب ، شارب ، خائن ، ظالم ، متهاون بالصلاة ، لايحسن الركوع والسجود ، ولايحترز من النجاسات ، ليس بارّاً بوالديه ، لايحرس نفسه من الغيبة والتعرّض لأعراض الناس . وأمّا فعله المتعلّق بالدنيا كقولك : قليل الأدب ، متهاون بالناس ، لايرى‏ لأحد عليه حقّاً ، كثير الكلام ، كثير الأكل ، نؤوم ، يجلس في غير موضعه ، ونحو ذلك ، وأمّا في ثوبه كقولك : إنّه واسع الكمّ ، طويل الذّيل ، وسخ الثياب ، ونحو ذلك .
واعلم أنَّ ذلك لايقصر على اللسان ، بل التلفّظِ به إنّما حُرّم لأنّ فيه تفهيم الغير نقصان أخيك وتعريفه بما يكرهه ، فالتّعريض كالتّصريح ، والفعل فيه كالقول والإشارة والإيماء والغمز والرّمز والكنية والحركة ، وكلّ مايُفهم المقصود داخل فِي الغيبة ، مساوٍ

1.معاني الأخبار : ۱۸۴/۱ .

الصفحه من 20