الغَزوة (غزوات النبيّ صلى اللَّه عليه وآله) - الصفحه 21

ووَجهَهُ ، ثُمّ مَدَّ إلَيهِ يَدَهُ فَصَرَفَ عَنهُ يَدَهُ ، ثمّ مَدَّ إلَيهِ يَدَهُ أيضاً فَبايَعَهُ وآمَنَهُ ، فلَمّا انطَلَقَ قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : أما رَأيتُموني فيما صَنَعتُ ؟ قالوا : أفلا أومَأتَ إلَينا يا رسولَ اللَّهِ؟! قالَ رسولُ اللَّهِ : ليسَ في الإسلامِ إيماءٌ ولا فَتكٌ ، إنّ الإيمانَ قَيدُ الفَتكِ والنبيُّ لايُومِئُ ؛ يَعنِي بالفَتكِ الخِيانَةَ .۱

۱۵۰۵۰.كنز العمّال عن جابر : دَخَلنا مَع رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مكَّةَ وفِي البيتِ وحَولَ البيتِ ثلاثُمِئةٍ وسِتُّونَ صَنَماً تُعبَدُ مِن دونِ اللَّهِ ، فَأمَرَ بها رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فكُبَّت كُلُّها لِوُجوهِها ، ثُمّ قالَ : (جاءَ الحقُّ وزَهَقَ الباطِلُ إنّ الباطِلَ كانَ زَهوقاً) ، ثمّ دَخَلَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله البيتَ فَصَلّى‏ فيهِ رَكعتَينِ ، فَرَأى‏ فيهِ تِمثالَ إبراهيمَ وإسماعيلَ وإسحاقَ قد جَعَلُوا في يَدِ إبراهيمَ الأزلامَ‏۲ يَستَقسِمُ بها ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : قاتَلَهُمُ اللَّهُ ! ماكانَ إبراهيمُ يَستَقسِمُ بِالأزلامِ .۳

۱۵۰۵۱.كنز العمّال عن سُهَيلِ‏۴بنِ عَمرٍو : لَمّا دَخَلَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مكَّةَ وظَهَرَ اقتَحَمتُ بَيتِي وأغلَقتُ عَلَيَّ بابِي، وأرسَلتُ إلَى ابنِي عبدِاللَّهِ بنِ سُهَيلٍ أنِ اُطلُبْ لي جِواراً مِن‏محمّدٍ صلى اللَّه عليه وآله؛ فإنّي لا آمَنُ أن اُقتَلَ! فَذَهَبَ عبدُ اللَّهِ بنُ سُهَيلٍ فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ ، أبِي تُؤْمِنُهُ ؟ قالَ : نَعَم هو آمِنٌ بأمانِ اللَّهِ فَلْيَظهَرْ . ثمّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله‏لمَن‏حولَهُ: مَن لَقِيَ مِنكم سُهَيلاً فلا يَشُدَّ إلَيهِ النَّظَرَ فَلْيَخرُجْ ، فَلَعَمرِي إنَّ سُهَيلاً لَهُ عَقلٌ وشَرَفٌ وما مِثلُ سُهَيلٍ جَهِلَ الإسلامَ ، ولقد رَأى ما كانَ يُوضَعُ فيهِ أنّهُ لَم يكُنْ لَهُ بنافِعٍ ، فَخَرَجَ عبدُاللَّهِ إلى‏ أبيهِ فَأخبَرَهُ بمَقالَةِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فقالَ سُهَيلٌ : كانَ واللَّهِ بَرّاً صَغيراً وكبيراً ، فكانَ سُهَيلٌ يُقبِلُ ويُدبِرُ ، وخَرَجَ إلى‏ حُنَينٍ مَع رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وهُو على‏ شِركِهِ حَتّى‏ أسلَمَ بالجِعرانَةِ ، فَأعطاهُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَومَئذٍ مِن غَنائمِ حُنَينٍ مِئةً مِن الإبِلِ .۵

1.كنز العمّال : ۳۰۱۶۰ .

2.الأزلام : هي القِداح التي كانت في الجاهليّة عليها مكتوب الأمرُ والنهي: افعل ولاتفعل ، كان الرجل منهم يضعها في وعاء له فإذا أراد سفراً أو زواجاً أو أمراً مهمّاً أدخل يده فأخرج زَلَماً ، فإن خرج الأمر مضى‏ لشأنه ، وإن خرج النهي كفّ عنه ولم يفعله. (النهاية ۲/۳۱۱).

3.كنز العمّال : ۳۰۱۶۱ .

4.في المصدر «سهل» وهو تصحيفٌ ظاهر .

5.كنز العمّال : ۳۰۱۶۸ .

الصفحه من 24