ووَجهَهُ ، ثُمّ مَدَّ إلَيهِ يَدَهُ فَصَرَفَ عَنهُ يَدَهُ ، ثمّ مَدَّ إلَيهِ يَدَهُ أيضاً فَبايَعَهُ وآمَنَهُ ، فلَمّا انطَلَقَ قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : أما رَأيتُموني فيما صَنَعتُ ؟ قالوا : أفلا أومَأتَ إلَينا يا رسولَ اللَّهِ؟! قالَ رسولُ اللَّهِ : ليسَ في الإسلامِ إيماءٌ ولا فَتكٌ ، إنّ الإيمانَ قَيدُ الفَتكِ والنبيُّ لايُومِئُ ؛ يَعنِي بالفَتكِ الخِيانَةَ .۱
۱۵۰۵۰.كنز العمّال عن جابر : دَخَلنا مَع رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مكَّةَ وفِي البيتِ وحَولَ البيتِ ثلاثُمِئةٍ وسِتُّونَ صَنَماً تُعبَدُ مِن دونِ اللَّهِ ، فَأمَرَ بها رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فكُبَّت كُلُّها لِوُجوهِها ، ثُمّ قالَ : (جاءَ الحقُّ وزَهَقَ الباطِلُ إنّ الباطِلَ كانَ زَهوقاً) ، ثمّ دَخَلَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله البيتَ فَصَلّى فيهِ رَكعتَينِ ، فَرَأى فيهِ تِمثالَ إبراهيمَ وإسماعيلَ وإسحاقَ قد جَعَلُوا في يَدِ إبراهيمَ الأزلامَ۲ يَستَقسِمُ بها ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : قاتَلَهُمُ اللَّهُ ! ماكانَ إبراهيمُ يَستَقسِمُ بِالأزلامِ .۳
۱۵۰۵۱.كنز العمّال عن سُهَيلِ۴بنِ عَمرٍو : لَمّا دَخَلَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مكَّةَ وظَهَرَ اقتَحَمتُ بَيتِي وأغلَقتُ عَلَيَّ بابِي، وأرسَلتُ إلَى ابنِي عبدِاللَّهِ بنِ سُهَيلٍ أنِ اُطلُبْ لي جِواراً مِنمحمّدٍ صلى اللَّه عليه وآله؛ فإنّي لا آمَنُ أن اُقتَلَ! فَذَهَبَ عبدُ اللَّهِ بنُ سُهَيلٍ فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ ، أبِي تُؤْمِنُهُ ؟ قالَ : نَعَم هو آمِنٌ بأمانِ اللَّهِ فَلْيَظهَرْ . ثمّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآلهلمَنحولَهُ: مَن لَقِيَ مِنكم سُهَيلاً فلا يَشُدَّ إلَيهِ النَّظَرَ فَلْيَخرُجْ ، فَلَعَمرِي إنَّ سُهَيلاً لَهُ عَقلٌ وشَرَفٌ وما مِثلُ سُهَيلٍ جَهِلَ الإسلامَ ، ولقد رَأى ما كانَ يُوضَعُ فيهِ أنّهُ لَم يكُنْ لَهُ بنافِعٍ ، فَخَرَجَ عبدُاللَّهِ إلى أبيهِ فَأخبَرَهُ بمَقالَةِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فقالَ سُهَيلٌ : كانَ واللَّهِ بَرّاً صَغيراً وكبيراً ، فكانَ سُهَيلٌ يُقبِلُ ويُدبِرُ ، وخَرَجَ إلى حُنَينٍ مَع رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وهُو على شِركِهِ حَتّى أسلَمَ بالجِعرانَةِ ، فَأعطاهُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَومَئذٍ مِن غَنائمِ حُنَينٍ مِئةً مِن الإبِلِ .۵
1.كنز العمّال : ۳۰۱۶۰ .
2.الأزلام : هي القِداح التي كانت في الجاهليّة عليها مكتوب الأمرُ والنهي: افعل ولاتفعل ، كان الرجل منهم يضعها في وعاء له فإذا أراد سفراً أو زواجاً أو أمراً مهمّاً أدخل يده فأخرج زَلَماً ، فإن خرج الأمر مضى لشأنه ، وإن خرج النهي كفّ عنه ولم يفعله. (النهاية ۲/۳۱۱).
3.كنز العمّال : ۳۰۱۶۱ .
4.في المصدر «سهل» وهو تصحيفٌ ظاهر .
5.كنز العمّال : ۳۰۱۶۸ .