المصیبة - الصفحه 6

تَبكي ؟! فقالَ : ليسَ هذا بُكاءً، وإنّما هذهِ رَحمَةٌ، ومَن لا يَرحَمْ لا يُرحَمْ .۱

۱۱۰۲۳.بحار الأنوار عن جابر بن عبد اللَّه : أخَذَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله بِيَدِ عبدِ الرحمنِ بنِ عَوفٍ فَأتى‏ إبراهيمَ وهو يَجودُ بنفسِهِ ، فَوَضَعَهُ في حِجرِهِ فقالَ : يا بُنَيَّ ، إنّي لا أملِكُ لكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً ، وذَرَفَت عَيناهُ، فقالَ لَهُ عبدُ الرحمنِ : يا رسولَ اللَّهِ ، تَبكِي ؟ أوَلَم تَنهَ عنِ البُكاءِ ؟
قالَ : إنّما نَهَيتُ عنِ النَّوحِ، عن صَوتَينِ أحمَقَينِ فاجِرَينِ : صوتٌ عِند نِعَمٍ : لَعِبٌ ولَهوٌ ومَزاميرُ شيطانٍ، وصوتٌ عندَ مُصيبَةٍ : خَمْشُ وُجوهٍ وشَقُّ جُيوبٍ ورَنَّةُ شيطانٍ .
إنّما هذهِ رحمَةٌ، مَن لا يَرحَمْ لا يُرحَمْ، لولا أنّهُ أمرٌ حَقٌّ، ووَعدٌ صِدْقٌ، وسَبيلٌ بِاللَّهِ وإنَّ آخِرَنا سَيَلحَقُ أوَّلَنا لَحَزَنّا علَيكَ حُزناً أشَدَّ مِن هذا، وإنّا بِكَ لَمَحزُونُونَ ، تَبكِي العَينُ، ويَدمَعُ القَلبُ، ولا نَقولُ ما يُسخِطُ الرَّبَّ عَزَّوجلَّ .۲

(انظر) المصيبة : باب 2307 .
وسائل الشيعة : 2 / 920 باب 87 .

2305 - سيرَةُ أهلِ البَيتِ عليهم السلام فِي المَصائِبِ‏

۱۱۰۲۴.الدعوات : كانَ للصادقِ عليه السلام ابنٌ فَبَينا هو يَمشِي بينَ يدَيهِ إذ غَصَّ فَماتَ، فَبَكى‏ وقالَ : لَئن أخَذتَ لقد بَقَّيتَ، ولَئنِ ابتَلَيتَ لقد عافَيتَ، ثُمّ حُمِلَ إلى النِّساءِ فلَمّا رَأينَهُ صَرَخنَ فَأقسَمَ علَيهِنَّ أن لا يَصرُخنَ، فلَمّا أخرَجَهُ للدَّفنِ قالَ :
سبحانَ مَن يَقتُلُ أولادَنا ولا نَزدادُ لَهُ إلّا حُبّاً !
فَلمّا دَفَنَهُ قالَ : يا بُنَيَّ ، وَسَّعَ اللَّهُ في ضَرِيحِكَ وجَمَعَ بينَكَ وبينَ نَبِيِّكَ .۳

۱۱۰۲۵.كمال الدين عن محمّد بن عبد اللَّه الكوفي : لمّا حَضَرَت إسماعيلَ بنَ أبي عبدِ اللَّهِ الوَفاةُ جَزِعَ أبُو عبدِاللَّهِ عليه السلام جَزَعاً شَديداً ، فلمّا غَمَّضَهُ دعا بقَميصٍ غَسيلٍ أو جَديدٍ فَلَبِسَهُ، ثُمّ تَسَرَّحَ وخَرَجَ يَأمُرُ ويَنهى‏، فقالَ لَهُ بعضُ أصحابِهِ : جُعِلتُ فِداكَ ، لقد ظَنَنّا أن لا يُنتَفَعُ بكَ زماناً لِما رَأينا مِن جَزَعِكَ !

1.الأمالي للطوسي : ۳۸۸/۸۵۰ .

2.بحار الأنوار : ۸۲/۹۰/۴۳ .

3.الدعوات : ۲۸۶/۱۵ .

الصفحه من 10