هو حذيفة بن حسل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن غطفان، أبو عبد اللّه العبسي، و اليمان لقب حسل بن جابر، وإنّما قيل له ذلك، لاَنّه أصاب دماً في قومه فهرب إلى المدينة، وحالف بني عبد الاشهل من الاَنصار، فسماه قومه اليمان لاَنّه حالف الاَنصار وهم من اليمن.

روى عنه: ابنه أبو عبيدة، وعمر بن الخطاب، وقيس بن أبي حازم، وأبو وائل، و زيد بن وهب وغيرهم، وهاجر إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فخيّره بين الهجرة والنصرة، فاختار النصرة، وشهد مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أُحداً، وقتل أبوه بها(۱)قال الواقدي: آخى رسول اللّه بين حذيفة وعمار.

سئل عليّ عن حذيفة، فقال: «عَلِمَ المنافقين، وسئل عن المعضلات، فإن تسألوه تجدوه بها عالماً» ولي حذيفة إمرة المدائن لعمر، فبقي عليها إلى بعد مقتل عثمان، وتوفي بعد عثمان بأربعين ليلة. وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أسرّ إلى حذيفة أسماء المنافقين، وضبط عنه الفتن الكائنة في الاَُمة، وقد ناشده عمر، أ أنا من المنافقين؟ فقال: لا، ولا أُزكي أحداً بعدك.

قال ابن سيرين: بعث عمر حذيفة على المدائن، فَقُرِىَ عهده عليهم، فقالوا: سل ما شئت، قال: طعام آكله ، وعلف حماري هذا ـ ما دمت فيكم ـ من تبن، فأقام فيهم ما شاء اللّه ثمّكتب إليه عمر: أقدم.

فلما بلغ عمر قدومه، كمن له على الطريق، فلما رآه على الحالة التي خرج عليها، أتاه فالتزمه، وقال أنت أخي وأنا أخوك.(۲)

وقد وقف حذيفة بن اليمان على المنافقين وأسمائهم عندما كان يسوق ناقة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويقودها عمار بن ياسر عند الرجوع من غزوة تبوك، فبينا هم يسيرون إذ التفت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى خلفه، فرأى في ضوء ليلة مقمرة فرساناً متلثمين لحقوا به من وراء لينفّروا به ناقته، وهم يتخافتون، فغضب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وصاح بهم، وأمر حذيفة أن يضرب وجوه رواحلهم، قائلاً: إضرب وجوه رواحلهم.

فارعبهم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) بصياحه بهم إرعاباً شديداً، وعرفوا بأنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) علم بمكرهم وموَامرتهم، فاسرعوا تاركين العقبة حتى خالطوا الناس.

يقول حذيفة: فعرفتهم برواحلهم، وذكرتهم لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وقلت: يا رسول اللّه الا تبعث إليهم لتقتلهم؟ فأجابه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) في لحن ملوَه الحنان والعاطفة:

إنّ اللّه أمرني أن أعرض عنهم، وأكره أن يقول الناس: إنّه دعا أُناساً من قومه وأصحابه إلى دينه فاستجابوا له فقاتل بهم حتى ظهر على عدوه ثمّ أقبل عليهم فقتلهم، ولكن دعهم يا حذيفة فانّ اللّه لهم بالمرصاد.(۳)

مات حذيفة بالمدائن سنة ۳۶ هـ وقد شاخ.

له في الصحيحين اثنا عشر حديثاً، وفي البخاري ثمانية، وفي مسلم ۱۷ حديثاً، وقد جمعت أحاديثه في المسند الجامع فبلغت ۱۴۰ حديثاً.

إنّ المترجَم صاحب السرّ وقد نقل عنه انّه قال: كان الناس يسألون رسول اللّه عن الخير وكنت أسأله الشر مخافة أن يدركني.(۴)

فلاَجل ذلك نرى في أحاديثه كثرة الاِخبار عن الفتنة، فلنذكر شيئاً من روائع أحاديثه ثمّننقل بعض ما عزي إليه من الروايات السقيمة.

روائع أحاديثه

۱. أخرج مسلم في صحيحه، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة في حديث قتيبة، قال: قال نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) : كل معروف صدقة.(۵)

۲. أخرج أحمد في مسنده ، عن أبي عبيدة بن حذيفة، عن حذيفة، قال: سأل رجل على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأمسك القوم، ثمّ إنّرجلاً أعطاه فأعطى القوم، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : من سنّ خيراً فاستنّ به، كان له أجره ومن أُجور من اتبعه غير منتقص من أُجورهم شيئاً، و من سنّشراً فاستنّ به، كان عليه وزره ومن أوزار من يتبعه غير منتقص من أوزارهم شيئاً.(۶)

۳. أخرج أحمد في مسنده، عن عابس، عن حذيفة، قال: سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من شرط لاَخيه شرطاً لا يريد أن يفي له به، فهو كالمدلي جاره إلى غير ذي منعة.(۷)

۴. أخرج مسلم في صحيحه، عن أبي وائل، عن حذيفة، انّه بلغه انّرجلاً ينمّ الحديث، فقال حذيفة: سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لا يدخل الجنة نمّام.(۸)

۵. أخرج أحمد في مسنده ،عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّ مما أدرك الناس من أمر النبوة الاَُولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت.(۹)

۶. أخرج ابن ماجة في سننه، عن ابن سيرين، عن حذيفة، قال: سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لا تعلّموا العلم لتباهوا به العلماء، أو لتماروا به السّفهاء، أو لتصرفوا وجوه الناس إليكم، فمن فعل ذلك فهو في النار.(۱۰)

ولعلّ كونه في النار لاَجل ما يترتب على تلك الاَعمال من أُمور محرمة غير محمودة العواقب.

۷. أخرج أحمد في مسنده، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قال:

إنّها ستكون أُمراء يكذبون ويظلمون، فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس منّا ولست منهم، ولا يرد عليّ الحوض؛ ومن لم يصدِّقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم فهو منّي وأنا منه، وسيرد عليَّ الحوض.(۱۱)

۸. أخرج أحمد عن أبي وائل، عن حذيفة، انّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:

ليردنّ عليَّ الحوض أقوام ليختلجون دوني فأقول ربّ أصحابي، ربّ أصحابي، فيقال لي: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك.(۱۲)

ويوَيده قوله سبحانه: (وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ) (التوبة/۱۰۱).

ورواه مسلم بلفظ قريب منه، عن شقيق، عن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : أنا فرطكم على الحوض، ولاَنازعنَّ أقواماً ثمّ لاَغلبنَّ عليهم، فأقول: يا ربّ، أصحابي، أصحابي، فيقال: أنت لا تدري ما أحدثوا بعدك».(۱۳)

۹. أخرج الترمذي في سننه، عن زر بن حبيش، عن حذيفة، في حديث... أتيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فصليت معه المغرب، فصلّى حتى صلى العشاء ثمّ انفتل، فتبعته فسمع صوتي، فقال: من هذا، حذيفة؟ قلت: نعم؛ قال: ما حاجتك غفر اللّه لك ولاَُمّك، قال: إنّهذا ملك لم ينزل الاَرض قط، قبل هذه الليلة، استأذن ربّه أن يسلم عليَّ ويبشرني بأنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنّة وانّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة.(۱۴)

۱۰. أخرج مسلم في صحيحه، عن عبد اللّه بن عكيم، قال: كنّا مع حذيفة بالمدائن فاستسقى حذيفة، فجاءه دهقان بشراب في إناء من فضّة فرماه به، وقال: إنّي اخبركم انّي قد أمرته أن لا يسقيني فيه، فانّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا تشربوا في إناء الذّهب والفضة، ولا تلبسوا الدّيباج والحرير، فانّه لهم في الدنيا وهو لكم في الآخرة يوم القيامة.(۱۵)

هذه بعض روائع أحاديثه، وثمة مرويات عزيت إليه ربّما لا توافق الموازين وإليك نقل بعضها:

أحاديثه السقيمة

۱. نفاة القدر مجوس هذه الاَُمّة

أخرج أبو داود في سننه، عن رجل من الاَنصار، عن حذيفة، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : لكلّ أُمّة مجوس، ومجوس هذه الاَُمّة الذين يقولون لا قدر، من مات منهم فلا تشهدوا جنازته، ومن مرض منهم فلا تعودوهم، وهم شيعة الدجال، وحقّ على اللّه أن يلحقهم بالدجال.(۱۶)

لا شكّ انّ القضاء والقدر من العقائد الاِسلامية التي لا يخفى على إنسان له أدنى إلمام بالقرآن والسنة قال سبحانه: (إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنْذِرِين* فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيم) (الدخان/۳ـ۴).

والليلة المباركة هي ليلة القدر ، قال سبحانه: (إِنّا أَنْزلْناهُ في لَيْلَةِ القَدْر ) وقد ورد في غير واحدة من الآيات انّ كل ما يصيب الاِنسان فقد قُدِّر من قبل أن يصيبه، قال سبحانه: (ما أَصابَمِنْ مُصِيبَةٍ فِي الاََرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاّ فِي كتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إنَّ ذلِكَ عَلى اللّهِ يَسِير ) (الحديد/۲۲).

فمصير الاِنسان تابع لاَمرين، أحدهما: ما يصيبه من دون أن يكون له فيها دور أو إختيار، كالاَُمور الخارجة عن اختياره من موته ومرضه إلى غير ذلك.

وثانيهما: الاَفعال التي تعد ملاكاً للثواب والعقاب والتحسين والتقبيح. فليس معنى التقدير هو سلب المسوَولية والاختيار عنه، بل تقديره سبحانه، هو انّه خلق الاِنسان فاعلاً مختاراً وقدَّر أن يكون هو مصدراً للاَعمال عن اختيار.

أقول: إنّ القدر بالمعنى الذي جاء في هذه الرواية وغيرها من الاَفكار التي طرحت بعد رحيل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وفرّق المسلمين إلى فرقتين.

إحداهما: فرقة تفسّر الكون وما يصدر من الاِنسان بتقديره سبحانه، و انّه لا موَثر ولا فاعل ولا سبب إلاّ اللّه سبحانه، و انّه ليس ثمة دور للفواعل الطبيعية كالنار والماء ولا لغيرهما من الفواعل العالمة والمريدة.

فالقدر بهذا المعنى هو الجبر المطلق، وقد بثتها اليهود في الاَوساط الاِسلامية، ولاَجل ذلك ذهبوا إلى أنّيد اللّه سبحانه مغلولة بعد التقدير لا يمكن له أن يبدل القدر ، قال سبحانه:(وَقالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا) (المائدة/۶۴).

وقد اغترّ السُّذّج من المسلمين بهذه الاِسرائيليات، وحيكت العديد من الروايات لدعم فكرة القدر، وإعطائها حجماً أكبر ممّا تستحق، وانّها نافذة تطل على الكون والحياة الاِنسانية وما يصدر من الخير والشرّ، ومنها هذه الرواية.

ثانيهما: إثبات الاختيار للاِنسان وجعل المسوَولية على عاتقه في المجال الذي يناط به الاِيمان والكفر، والثواب والعقاب، والحسن والقبح، على وجه يجتمع مع القول بقضائه سبحانه وقدره بالبيان التالي:

إنّ تقديره سبحانه يشمل جميع العلل والفواعل، والجماد و الحيوان والاِنسان، ولكن تختلف كيفية التقدير حسب اختلاف ذوات الفواعل، فالتقدير في الفاعل الطبيعي هو أن يصدر منه الفعل جبراً بلا اختيار، ومثله ما يصدر من الحيوان، فانّه وإن كان فاعلاً شاعراً، ولكنّه فاعل غير مختار، فالتقدير فيه صدور الفعل عن شعور بلا اختيار.

ويقابلها الاِنسان فهو فاعل شاعر مختار، فتقديره سبحانه هو أن يكون مبدءاً لفعله عن شعور واختيار، مختاراً في فعله وتركه، غير مجبور على واحد من الطرفين، فاللازم الاحتفاظ بأصلين:

الاَوّل: شمولية التقدير لكلّ فاعل طبيعي وغير طبيعي، حتى لا يخرج شيء في عام الوجود عن مجال تقديره وقضائه.

الثاني: التحفظ على كون الاِنسان فاعلاً مختاراً يصدق في حقّه قوله سبحانه: (فَمَنْ شاءَ فَلْيُوَْمِنْ وَمَنْ شاءَفَلْيَكْفُر ) (الكهف/۲۹).

فأصحاب التقدير الذين يحتلّ عندهم القدر مقاماً شامخاً، يأخذون بالاَصل الاَوّل ويذرون الاَصل الثاني، ولكن الاِنسان الواعي يأخذ بكلا الاَصلين ولا يُبطل أحدهما بالآخر.

فمن أمعن في الروايات المروية حول القضاء والقدر يستنبط انّها تروّج فكرة جبرية يهودية، بزعم انّ التقدير يخرج الاَمر عن اختياره سبحانه، واختيار فاعله فردّ عليها سبحانه بقوله: (وقالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا) (المائدة/۴۶) وغيره مما ورد في تقرير كون الاِنسان فاعلاً مختاراً.

۲. وجوب إطاعة الجائر

أخرج مسلم في صحيحه عن أبي سلام، قال: قال حذيفة بن اليمان، قلت: يا رسول اللّه إنّا كنّا بشرّ فجاء اللّه بخير فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر ؟ قال: نعم.

قلت: كيف؟ قال: يكون بعدي أئمّة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم، قلوب الشياطين في جثمان انس، قال: قلت: كيف اصنع يا رسول اللّه إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع للاَمير، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع.(۱۷)

والحديث محمول على ما إذا كان في النهوض ضدهم والتمردعليهم مفسدة كبرى، وإلاّ فالسكوت امام الظالم وإطاعة أمره تقوية شوكته ودعم لمبدأ الظلم.

وهذا يخالف القرآن الكريم: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبِع هَواهُ وَكانَأَمْرُهُ فُرُطاً) (الكهف/۲۸).

وقال سبحانه: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثماً أَوْ كَفُوراً)(الاِنسان/۲۴).

كما يخالف ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن طريق أئمة أهل البيت (عليهم السلام) .

روى الطبري، عن الحسين بن علي (عليهما السلام) ، انّه خطب أصحابه وأصحاب الحر، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّقال: أيّها الناس انّرسول اللّه «صلى الله عليه وآله وسلم» قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم اللّه ، ناكثاً لعهد اللّه، مخالفاً لسنّة رسول اللّه ، يعمل في عباد اللّه بالاِثم و العدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على اللّه أن يدخله مدخله.(۱۸)

وهذه النصوص الرائعة الموَيدة بالكتاب والسنّة وسيرة السلف الصالح من الصحابة والتابعين الذين قاموا في وجه الطغاة من بني أُميّة وبني العباس، تشهد بأنّ ما نسب إلى الصحابة والتابعين من الاستسلام والسكوت أمام ظلم الظالمين ما هي إلاّمفتعلات وضعها علماء البلاط الحاكم ومرتزقتهم بغية تحقيق مآربهم.

۳. لزوم الاقتداء بالشيخين

أخرج الترمذي، عن ربعي، عن حذيفة، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : اقتدوا باللّذين من بعدي أبي بكر و عمر.

وأخرج عنه أيضاً، قال: كنّا جلوساً عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: إنّي لا أدري ما بقائي فيكم، فاقتدوا باللّذين من بعدي. وأشار إلى أبي بكر وعمر.(۱۹)

وثمة تساوَلات وتأملات في هذه الرواية:

أوّلاً: انّ الرواية معارضة بنفس ما روي عن حذيفة في ذلك المجال، فقد أخرج الترمذي في سننه عن زاذان، عن حذيفة، قال: قالوا: يا رسول اللّه لو استخلفت، قال: إن أستخلف عليكم فعصيتموه عُذِّبتم، ولكن ما حدَّثكم حذيفة فصدِّقوه و ما أقراكم عبد اللّه فأقروَه.

قال الترمذي: هذا حديث حسن(۲۰)

ثانياً: لو كان النبي أمر بالاقتداء به في حال يتنبأ عن عدم بقائه كان على الشيخين والمهاجرين في السقيفة الاستدلال بالرواية مع أنّهما لم يحتجّا بها ولا غيرهما أيضاً، بل كان الجهد منصباً على أنّ المهاجرين من عشيرة النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» وعشيرته أولى بالخلافة من غيرهم.

ثالثاً: انّ الحديث الثاني أيضاً مكذوب على لسان رسول اللّه ،فانّه استخلف غير مرّة استخلافاً عاماً، فتجد استخلافه في الموارد التالية:

أ. حديث بدء الدعوة

أخرج الطبري وغيره بسنده، عن علي بن أبي طالب، انّه لمّا نزلت هذه الآية على رسول اللّه (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الاََقْرَبِين) دعا أربعين رجلاً فيهم أعمامه وعشيرته فتكلم بالكلام التالي، وقال:

يا بني عبد المطلب، إنّي واللّه ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا قد جئتكم به، إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني اللّه تعالى أن أدعوكم إليه، فأيّكم يوَازرني على هذا الاَمر على أن يكون أخي ووصي وخليفتي فيكم،قال: فأحجم القوم عنها جميعاً،وقلت: ... أنا يا نبي اللّه، أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي ثمّقال: إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا.(۲۱)

ب. حديث المنزلة

روى أهل السير والتاريخ انّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) خلف علي بن أبي طالب (عليه السلام) على أهله في المدينة عند توجهه إلى تبوك، فأرجف به المنافقون، وقالوا: ما خلفه إلاّ استثقالاً له، فلما قال ذلك المنافقون، أخذ علي بن أبي طالب (عليه السلام) سلاحه، ثمّ خرج حتى أتى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو نازل بالجرف، فقال: ما نشره المنافقون، فأجاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : أفلا ترضى يا عليّ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه لا نبي بعدي.(۲۲)

ودلالة الحديث على أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أفاض على علي (عليه السلام) بإذن من اللّه سبحانه الخلافة، واضحة لاَنّ كلمة «منزلة» اسم جنس أُضيف إلى هارون، وهو يقتضي العموم، فيدل على أنّ كلّمقام و منصب كان ثابتاً لهارون فهو ثابت لعلي (عليه السلام) ، إلاّما استثناه، وهو النبوّة، وقد كان هارون خليفة لموسى بالضرورة.

ج. حديث الغدير

وهوحديث معروف متواتر، وحاصله انّ النبي عندما وصل إلى غدير خم من الجحفة عند منصرفه من حجّة الوداع، أمر بردّ من تقدّم من الحجاج، وحبس من تأخر عنهم، حتى إذا أخذ القوم منازلهم، قام خطيباً وسط القوم على أقتاب الاِبل فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّداً عبده و رسوله، وانّ جنّته حقّ، وناره حقّ، وانّ الموت حقّ، وانّ الساعة آتية لا ريب فيها، وانّ اللّه يبعث من في القبور؟

قالوا: بلى نشهد بذلك.

قال: اللّهمّ اشهد، ثمّ قال : أيّها الناس، ألا تسمعون؟

قالوا: نعم.

قال: فانّي فرط على الحوض، فانظروني كيف تخلفوني في الثقلين.

فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول اللّه؟

قال: الثقل الاَكبر، كتاب اللّه، والآخر الاَصغر عترتي، إنّاللطيف الخبير نبأني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا.

ثمّ أخذ بيد عليّ فرفعها، حتى رُوَي بياض آباطهما، وعرفه القوم أجمعون، فقال: أيّها الناس من أولى الناس بالموَمنين من أنفسهم؟

قالوا: اللّه ورسوله أعلم.

قال: إنّ اللّه مولاي، وأنا مولى الموَمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، من كنت مولاه، فعليّ مولاه ـ يقولها ثلاث مرّات ـ ثمّ قال: اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، الاّ فليبلغ الشاهد الغائب.

ثمّ لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي اللّه بقوله:

(الْيَوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي) (المائدة/۳)، فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : اللّه أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي من بعدي.(۲۳)

۴. غفران اللّه لمن أمر بإحراق بدنه بعد الموت

أخرج البخاري، عن ربعي بن حراش، قال: قال عقبة لحذيفة: ألا تحدثنا ما سمعت من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قال: سمعته يقول: إنّ رجلاً حضره الموت لما آيس من الحياة أوصى أهله إذا متّ، فأجمعوا لي حطباً كثيراً، ثمّ أوْرُوا فيه ناراً حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي، فخذوها فاطحنوها، فذروني في اليمِّ،في يوم حارٍ أو راح، فجمعه اللّه.

فقال له: لِـمَ فعلت؟ قال: خَشْيَتَك، فغفر له.(۲۴)

أقول:رواها أبو هريرة بلفظ آخر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: كان رجلٌ يسرف على نفسه فلما حضره الموت، قال لبنيه: إذا أنا مت فأحرقوني، ثمّ أطحنوني، ثمّ ذروني في الريح، فواللّه لئن قدر عليّ ربّي ليعذبني عذاباً ما عذّب أحداً، فلما مات فعل به ذلك، فأمر اللّه الاَرض، فقال: اجمعي ما فيك منه، ففعلت فإذا هو قائم.

فقال: ما حملك على ما صنعت، قال: يا ربّخشيتك، فغفر له، وقال غيره: مخالفتك يا ربّ.(۲۵)

وقد رواه البخاري أيضاً عن أبي سعيد الخدريّ.

وعلى أيّة حال، فالرواية تنتهي تارة إلى حذيفة بن اليمان، وأُخرى إلى أبي هريرة، وثالثة إلى أبي سعيد الخدري.

وفي الرواية تساوَلات

أولاً: الظاهر انّ الموصي أوصى بما أوصى لئلا يُحشر ويعذب، وزعم انّه سبحانه لا يقدر على حشره إذا أحرق بدنه وذُرّ رماد بدنه في الريح، كما هو ظاهر قوله على ما نقل أبو هريرة «واللّه لئن قدر عليَّ ربّي ليعذبني عذاباً ما عذّب أحداً» وهذا اعتقاد بعجزه سبحانه من حشره، إذا حرق و ذُرّ.

وهذا النوع من العقيدة جهل بقدرته سبحانه (وَما قَدَرُوا اللّه حقّ قَدْرهِِ)(الاَنعام/۹۱) وهو موجب للعقاب لا للغفران، ولما وقف ابن حجر على ذلك اعتذر بأنّ الرجل قال ذلك في حالة دهشته وغلبة الخوف عليه، حتى ذهب بعقله لما يقول، ولم يقله قاصداً لحقيقة معناه، بل في حالة كان فيها كالغافل والذاهل والناسي الذي لا يوَاخذ بما يصدر منه.(۲۶)

وأنت خبير بأنّ تلك الوصية بالنحو الوارد في الرواية كاشفة عن أنّه أوصى بذلك وهو في سلامة عقله، فكيف يحمل على أنّه أوصى ذاهلاً وناسياً ؟

وانّه سبحانه وتعالى أعرف بالاِنسان من نفسه، فلماذا يأمر الاَرض بجمع رماده ثمّ يحييه ويسأله: لِـمَ فعلت ذلك ؟

ثانياً: انّ ظاهر الآيات انّ الاِنسان إذا مات فلا يرجع إلى الدنيا إلاّ لغايات خاصة، كإحياء الموتى لغاية إثبات النبوة، أو إحياء أصحاب الكهف لغاية إثبات إمكان المعاد.

قال سبحانه: (وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ ليعْلَمُوا أنّوَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَأنَّالسّاعَةَ لا رَيْبَفِيها) (الكهف/۲۱) إلى غير ذلك من الآيات الدالة على إحياء الموتى كإحياء عزير(۲۷)لتلك الغاية أيضاً. وأمّا إذا لم تكن ثمة غاية كإتمام الحجّة فلا يرجع إلى الدنيا، ويترك حسابه إلى الآخرة، قال سبحانه: (حَتّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوت قالَرَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَومِيُبْعَثُونَ) (الموَمنون/۹۹ـ۱۰۰).

فنخلص إلى القول: بأنّ الرواية تخالف الذكر الحكيم، مضافاً إلى أنّها أشبه بالاسرائيليات التي روّج لها مستسلمة أهل الكتاب، ثمّ نشرها السُّذّج في أوساط المسلمين دون وعي.

۵. الدجال معه ماء ونار

أخرج البخاري، عن عقبة بن عمر، عن حذيفة، انّه سأله وقال: ألا تحدثنا ما سمعت من رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إنّي سمعته يقول: إنّ مع الدجال إذا خرج ماءً وناراً، فأمّا الذي يرى الناس انّها النار فماء بارد، وأمّا الذي يرى الناس انّه ماء بارد، فنار تحرق، فمن أدرك منكم فليقع في الذي يرى انّها نار، فانّها عذب بارد.(۲۸)

أقول: إنّ الرواية مهما صحّ سندها فهي من الاِسرائيليات، التي لا يقام لها وزن، حتى انّ البخاري ذكرها في باب تحت عنوان ما ذكر عن بني إسرائيل.(۲۹)

وان ذكرها في كتاب الفتن من الجزء التاسع بصورة موجزة.(۳۰)

وذلك أوّلاً: انّ تزويد الدجال بهذه المعاجز يوَدي إلى إضلال الناس، والغاية من خلقة الاِنسان هي الهداية لا الضلالة، وسيوافيك توضيحه عند دراستنا لاَحاديث المغيرة بن شعبة.

وثانياً: انّ اختلاف المرئي في نظر الرائي رهن كون الدجال ساحراً، ويُخيِّل الشيء بصورة عكسه، وهذا أيضاً من أسباب الضلال، فلماذا سلطه سبحانه على العباد.

وأمّا تفسير ابن حجر وقوله: يجعل اللّه باطن الجنّة التي يسخرها الدجال ناراً وباطن النار جنّة.(۳۱)

فهو تفسير بعيد لا يحمل عليه كلام أصحاب البلاغة، فالحقّ أنّ أكثر ما ورد حول الدجال إسرائيليات، لا يذعن بها العقل الحصيف، ولا يُظن لعاقل أن يصدقه، وإن كان أصل ظهور الدجال في آخر الزمان أمراً مسلّماً بين المسلمين.

۶. محمد بن مسلمة مصون عن الفتنة

أخرج أبو داود ،عن محمد، قال: قال حذيفة: ما أحد من الناس تدركه الفتنة إلاّ أنا اخافها عليه إلاّمحمد بن مسلمة، فانّي سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لا تضرك الفتنة(۳۲)

أقول: إنّ التاريخ الصحيح لا يصدق الرواية، فإنّ محمد بن مسلمة تخلّف عن بيعة أمير الموَمنين علي (عليه السلام) بعد أن تدافع إليها المسلمون و في طليعتهم بقايا المهاجرين وجموع الاَنصار ، وقعد عن نصرة الاِمام في معارك الجمل و صفين والنهروان وبقي في المدينة، فالرجل سقط في الفتنة، (أَلا فِي الفِتْنَةِ سَقَطُوا) (التوبة/۴۹).

وأغلب الظن انّ الرواية حيكت لاَجل إراءة انّ قيام الاِمام علي «عليه السلام» ضد الناكثين والقاسطين والمارقين كان فتنة، وقد دخل في هذه الفتنة وجوه المهاجرين والاَنصار، لاَنّهم لم يكونوا مصونين عنها، ولم يدخلها محمد بن مسلمة وجلس في بيته لاَنّه كان مصوناً عنها بنص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .

ولعمر الحق، لو كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بصدد انقاذ محمد بن مسلمة وغيره من أصحابه، كان عليه أن يحدد الفتنة موضوعاً ومحمولاً، والآثار الوخيمة المترتبة عليها، حتى يتبيّن الحق لطلابه، ولا يقع فيها جمهور المهاجرين والاَنصار عن عمد أو غفلة، والظاهر انّ هذه الرواية نظير ما رواه أبو موسى الاَشعري عندما اعتذر عن المشاركة في الاَحداث الواقعة بعد مقتل عثمان، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : «ما بين أيديكم فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها موَمناً ويمسي كافراً، ويمسي موَمناً ويصبح كافراً ، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي».

قالوا: فما تأمرنا، قال:« كونوا أحلاس بيوتكم».(۳۳)

ومعنى ذلك انّ ما خاض فيه عليّ (عليه السلام) من الحروب الطاحنة ضد الناكثين والقاسطين والمارقين، كان فتنة، واللازم هو اجتنابها وهل يمكن لمسلم واع أن ينسب علياً إلى إثارة الفتنة مع انّعلياً بنص الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مع الحق، والحقّ معه حيث ما دار؟!(۳۴)

۱. أُسد الغابة: ۱/۳۹۰ـ ۳۹۱.

۲. سير اعلام النبلاء: ۲/ ۳۶۳ـ۳۶۶.

۳. المغازي للواقدي: ۳/۱۰۴۲ـ ۱۰۴۵؛ مجمع البيان: ۳/۴۶؛ بحار الاَنوار: ۲۱/۲۴۷.

۴. سير اعلام النبلاء: ۲/۳۶۵ نقلاً عن البخاري.

۵. صحيح مسلم: ۳/۸۲، باب انّ اسم الصدقة يقع على كلّنوع من المعروف.

۶. مسند أحمد: ۵/۳۸۷.

۷. مسند أحمد: ۵/۴۰۴.

۸. صحيح مسلم: ۱/۷۰، باب بيان غلظ تحريم النميمة.

۹. مسند أحمد: ۵/۳۸۳.

۱۰. سنن ابن ماجة: ۱/۹۶ برقم ۲۵۹.

۱۱. مسند أحمد: ۵/۳۸۴.

۱۲. مسند أحمد: ۵/۳۸۸.

۱۳. صحيح مسلم: ۷/۶۸، باب إثبات حوض نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) وصفاته.

۱۴. سنن الترمذي: ۵/۶۶۰ـ ۶۶۱ برقم ۳۷۸۱ وأخرجه أيضاً أحمد في مسنده: ۵/۳۹۲.

۱۵. صحيح مسلم: ۶/۱۳۶، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة من كتاب اللباس والزينة.

۱۶. سنن أبي داود: ۴/۲۲۲ برقم ۴۶۹۱.

۱۷. صحيح مسلم: ۶/۲۰، باب الاَمر بلزوم الجماعة.

۱۸. تاريخ الطبري: ۴/۳۰۴ حوادث عام ۶۱هـ وقد مرّ النص أيضاً فلاحظ .

۱۹. سنن الترمذي: ۵/۶۰۹ـ ۶۱۰ برقم ۳۶۶۲؛ وأخرجه أيضاً ابن ماجة باللفظ الاَخير: ۱/۳۷ برقم ۹۷ .

۲۰. سنن الترمذي: ۵/۶۷۵ برقم ۳۸۱۲.

۲۱. تاريخ الطبري: ۲/۶۳ـ۶۴ وغيره من المصادر المتوفرة.

۲۲. صحيح البخاري: ۶/۳، غزوة تبوك؛ وصحيح مسلم : ۷/۱۲۰، في فضائل علي؛ السيرة النبوية: ۲/۵۱۹ ؛ إلى غير ذلك.

۲۳. الغدير: ۱/۳۴ـ ۴۲ قد بسط الكلام في مصادر الحديث ورواته قرناً بعد قرن.

۲۴. صحيح البخاري: ۴/۱۷۶، حديث الغار؛وأخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة:۸/۹۸، باب في سعة رحمة اللّه تعالى.

۲۵. صحيح البخاري: ۴/۱۷۶، حديث الغار.

۲۶. فتح الباري: ۶/۵۲۳ شرح حديث ۳۴۸۱.

۲۷. البقرة: ۲۵۹.

۲۸. صحيح البخاري: ۴/۱۶۹، باب ما ذكر عن بني إسرائيل و۹/۶۰ باب ذكر الدجال؛ وأخرجه مسلم أيضاً في صحيحه: ۸/۱۹۵، باب ذكر الدجال وصفته ومامعه.

۲۹. صحيح البخاري: ۴/۱۶۹.

۳۰. صحيح البخاري: ۹/۶۰ ، باب ذكر الدجال من كتاب الفتن.

۳۱. فتح الباري: ۱۳/۹۹.

۳۲. سنن أبي داود: ۴/۲۱۶ برقم ۴۶۶۳.

۳۳. سنن أبي داود: ۴/۱۰۱ برقم ۴۳۶۲؛ مسند أحمد: ۴/۴۰۸.

۳۴. تاريخ بغداد: ۱۴/۳۲۱؛ تفسير الرازي: ۱/۱۱۱ في تفسير البسملة وغيرها.