ستَخْتَلِفُ فلا يَزالُ اخْتلافُهُم بَينَهُم حتّى يَبْعَثوا حَكَمَينِ ضَلّا وضَلَّ مَنِ اتّبَعَهُما .۱
1011 - احتِجاجُ الإمامِ في أمرِ الحَكَمَينِ
۴۸۲۱.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- وقد قامَ إليه رجُلٌ مِن أصْحابِهِ فقالَ : نَهَيْتَنا عَنِ الحُكومَةِ ثُمَّ أمَرْتَنا بِها، فلَم نَدْرِ أيَّ الأمْرَيْنِ أرْشَدَ ! فصَفَقَ عليه السلام إحْدى يَدَيْهِ على الاُخْرى ، ثُمَّ قالَ -:هذا جَزاءُ مَن تَرَكَ العُقْدَةَ ، أمَا واللَّهِ لَو أ نّي حِينَ أمَرْتُكُم بهِ حَمَلْتُكُم على المَكْروهِ الّذي يَجْعَلُ اللَّهُ فيهِ خَيْراً - فإنِ اسْتَقَمْتُم هَدَيْتُكُم ، و إنِ اعْوَجَجْتُم قَوّمْتُكُم ، و إنْ أبَيْتُم تَدارَكْتُكُم - لَكانَتِ الوُثْقى ، ولكِنْ بِمَنْ؟! و إلى مَنْ ؟!۲
۴۸۲۲.عنه عليه السلام- للخوارِجِ وقد خَرَجَ إلى مُعَسْكَرِهِم وهُم مُقيمونَ على إنْكارِ الحُكومَةِ -:ألَمْ تَقولوا عِندَ رَفْعِهِمُ المَصاحِفَ حِيلَةً وغِيلَةً ومَكْراً وخَديعَةً : إخْوانُنا وأهْلُ دَعْوَتِنا ، اسْتَقالونا واسْتَراحوا إلى كِتابِ اللَّهِ سُبحانَهُ ، فالرَّأيُ القَبولُ مِنهُم ، والتّنْفيسُ عَنهُم ! فقُلتُ لَكُم : هذا أمْرٌ ظاهِرُهُ إيمانٌ ، وباطِنُهُ عُدْوانٌ ، أوَّلُهُ رَحمَةٌ ، وآخِرُهُ نَدامَةٌ ؟!۳
۴۸۲۳.عنه عليه السلام- لَمّا حَكّمَ الحَكَمَينِ قالتْ لَهُ الخوارِجُ : حَكّمْتَ رَجُلَينِ ؟ -: ما حَكّمْتُ مَخْلوقاً ، إنَّما حَكّمْتُ القُرآنَ .۴
۴۸۲۴.عنه عليه السلام : فأجْمَعَ رَأيُ مَلَئكُم على أنِ اخْتاروا رَجُلَينِ ، فأخَذْنا علَيهِما أنْ يُجَعْجِعا عِندَ القُرآن ولا يُجاوِزاهُ ، وتَكونَ ألسِنَتُهُما مَعهُ وقُلوبُهُما تَبَعَهُ ، فَتاها عَنهُ ، وتَرَكا الحقَّ وهُما يُبْصِرانِهِ .۵
۴۸۲۵.عنه عليه السلام : أصابَكُم حاصِبٌ ، ولا بَقِيَ مِنكُم آثِرٌ (آبِرٌ) ! أبَعْدَ إيماني باللَّهِ وجِهادي مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله أشْهَدُ على نَفْسي بالكُفْرِ ؟! لَقد ضَلَلْتُ إذاً ومَا أنا مِنَ المُهْتَدِينَ۶ ، فاُوبُوا شَرَّ مَآبٍ وارْجِعوا على أثَرِ الأعْقابِ .
1.كنز العمّال : ۱۰۸۸ .
2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۱ .
3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۲ .
4.. كنز العمّال : ۳۱۵۷۸ .
5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۷۷ .
6.إشارة إلى الآية ۵۶ من سورة الأنعام .