التّجسّس - الصفحه 5

۰.2509.سنن أبي داوود : بَعثَ - يعني النَّبيَّ صلى اللَّه عليه و آله - بُسْبَسَةَ عَيْناً يَنظُرُ ما صَنَعتْ عِيرُ أبي سفيانَ .۱

۰. ... ثُمَّ إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله أمَرَ بِالرَّحيلِ في أوَّلِ نِصفِ اللَّيلِ الأَخيرِ ، وأمَرَ مُنادِيَهُ فَنادى‏ : ألا لا يَسبِقَنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله أحَدٌ إلَى العَقَبَةِ ولا يَطَأها حَتّى‏ يُجاوِزَها رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله ، ثُمَّ أمَرَ حُذَيفَةَ أن يَقعُدَ في أصلِ العَقَبَةِ فَيَنظُرَ مَن يَمُرُّ بِها ويُخبِرَ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله ، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله أمَرَهُ أن يتَشَبَّهَ‏۲ بِحَجَرٍ .۳

۰.2511.السيرة النبوية لابن هشام عن حُذَيفةَ بنِ اليَمَانِ : واللَّهِ لقد رأيتُنا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه و آله بالخَنْدقِ ، وصلّى‏ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله هُوِيّاً مِن اللّيلِ ، ثُمّ التفتَ إلَينا فقالَ : مَن رجُلٌ يقومُ فيَنظُرُ لنا ما فَعلَ القومُ ثُمّ يَرجِعُ - يَشرُطُ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله الرَّجعةَ - أسألُ اللَّهَ تعالى‏ أنْ يكونَ رفيقي في الجنّةِ ؟ فما قامَ رجُلٌ مِن القَومِ، من شِدّةِالخَوفِ وشِدّةِ الجُوعِ وشِدّةِ البَرْدِ. فلَمّا لم يَقُمْ أحدٌ دَعاني رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله ، فلَم يَكُنْ لي بُدٌّ مِن القيامِ حين دَعاني ، فقالَ : يا حُذيفةُ ، اذهَبْ فادخُلْ في القَومِ ، فانظُرْ ماذا يَصنعونَ ، ولا تُحْدِثَنَّ شيئاً حتّى‏ تأتيَنا . قالَ : فذَهَبتُ فدَخَلتُ في القَومِ والرِّيحُ وجُنودُ اللَّهِ تَفعلُ بهِم ما تَفعلُ، لا تُقِرُّ لَهُم قِدْراً ولا ناراً ولا بِناءً، فقامَ أبو سفيانَ فقالَ: يا معشرَ قُريشٍ، لِيَنْظُرِ امْرؤٌ مَن جَليسُهُ ! قالَ حذيفةُ: فأخَذْتُ بِيَدِ الرّجُلِ الّذي كانَ إلى‏ جَنْبي، فقلتُ: مَن أنتَ؟ قالَ : فلانُ بنُ فلانُ . ثُمّ قالَ أبو سفيانَ : يا معشرَ قريشٍ ، إنَّكُم واللَّهِ ما أصْبَحْتُم بدارِ مُقامٍ ، لقد هلَكَ الكُراعُ .۴

521 - قِصَّةُ نُعيمِ بنِ مَسعودٍ فِي التَّجَسُّسِ‏

۰.2512.السيرة النبوية لابن هشام : إنّ نُعيمَ بنَ مسعودٍ ... أتى‏ رسولَ‏اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ ، إنّي قد أسْلَمتُ وإنّ قَومي لَم يَعْلَموا بإسلامي ، فمُرْني بما شِئتَ . *فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله : إنّما أنتَ فينا رجُلٌ واحدٌ فَخَذِّلْ عنّا إنِ اسْتَطَعتَ ، فإنَّ الحربَ خُدْعَةٌ .
فخَرجَ نُعيمُ بنُ مسعودٍ حتّى‏ أتى‏ بَني قُرَيْظَةَ ، وكانَ لَهُم نَدِيماً في الجاهليّةِ، فقالَ: يا بَني قُريظةَ ، قد عَرَفتُم وُدِّي إيّاكُم، وخاصّةَ ما بَيْني وبَيْنَكُم . قالوا : صَدَقتَ ، لَستَ عندَنا بمُتَّهَمٍ ، فقالَ لَهُم : إنّ قريشاً وغَطفانَ لَيسوا كأنْتُم ، البَلدُ بَلدُكُم ، فبِهِ أموالُكُم وأبناؤكُم ونِساؤكُم ، لا تَقْدِرونَ على‏ أنْ تَحَوَّلوا مِنهُ إلى‏ غيرِهِ ، وإنّ قريشاً وغَطفانَ قد جاؤوا لحربِ محمّدٍ وأصحابِهِ، وقد ظاهَرْتُموهُم علَيهِ ، وبَلدُهُم وأموالُهم ونِساؤهم بغيرِهِ ، فلَيْسوا كأنْتُم ، فإنْ رأوا نُهْزَةً أصابوها ، وإنْ كانَ غيرُ ذلك لَحِقُوا بِبلادِهِم وخلَّوا بَينَكُم وبَينَ الرّجُلِ ببَلدِكُم، ولا طاقةَ لَكُم بهِ إنْ خلا بِكُم ، فلا تُقاتِلوا معَ القومِ حتّى‏ تأخُذوا منهُم رُهُناً مِن أشرافِهِم، يكونون بأيْديكُم ثِقَةً لَكُم على‏ أنْ تُقاتِلوا مَعَهُم محمّداً ، حتّى‏ تُناجِزوه، فقالوا لَهُ: لقد أشَرْتَ بالرَّأيِ.
ثُمّ خَرجَ حتّى‏ أتى‏ قريشاً ، فقالَ لأبي سُفيانَ ابنِ حربٍ ومَن معه مِن رجالِ قريشٍ : قد عَرَفتُم وُدِّي لَكُم وفِراقي محمّداً ، وإنَّهُ قد بَلَغَني أمرٌ قد رأيتُ عَليَّ حقّاً أن اُبلِغَكُموهُ نُصْحاً لكم ، فاكْتُموا عنّي، فقالوا : نَفْعلُ . قالَ : تَعلَّموا أنَّ مَعشَر يَهودَ قد نَدِموا على‏ ما صَنَعوا فيما بينَهُم وبينَ محمّدٍ ، وقد أرسَلوا إلَيهِ : إنّا قد نَدِمْنا على‏ مافَعَلْنا ، فهَل يُرضِيكَ أنْ نَأخُذَ لكَ مِن القَبيلَتَينِ - من قريشٍ وغطفانَ - رِجالاً مِن أشْرافِهِم فنُعْطيَكَهُمُ ، فتَضْرِبَ أعْناقَهُم، ثُمّ نَكونَ مَعكَ على‏ مَن بَقي مِنهُم حتّى‏ نَسْتَأصِلَهُم ؟ فأرسَلَ إلَيهِم : أنْ نَعَم ، فإنْ بَعَثَتْ إلَيكُم يَهودُ يَلْتَمِسونَ مِنكُم رُهُناً مِن رِجالِكُم فلا تَدْفَعوا إلَيهِم مِنكُم رجُلاً واحداً .
ثُمّ خَرجَ حتّى‏ أتى‏ غَطفانَ ، فقالَ : يا معشرَ غطفانَ ، إنّكُم أصْلي وعَشيرتي ، وأحَبُّ النّاسِ إلَيّ ، ولا أراكُم تَتَّهِمونّي . قالوا : صَدَقتَ ، ما أنتَ عندَنا بمُتَّهَمٍ. قالَ : فاكتُموا عنّي ، قالوا : نَفعلُ ، فما أمرُكَ ؟ ثُمّ قالَ لَهُم مِثلَ ما قالَ لقريشٍ ، وحَذّرَهُم ما حَذّرَهُم.
*فلَمّا كانتْ لَيلةُ السَّبتِ مِن شَوّالٍ سَنةَ خَمسٍ، وكانَ مِن صُنْعِ اللَّهِ لرسولِهِ صلى اللَّه عليه و آله أنْ أرسَلَ أبو سفيانَ بنُ حربٍ ورؤوسُ غطفانَ إلى‏ بَني قُريظةَ عِكْرِمَةَ بنَ أبي جهلٍ في نَفَرٍ من قريشٍ وغَطفانَ، فقالوا لَهُم : إنّا لَسْنا بدارِ مُقامٍ ، قد هَلكَ الخُفُّ والحافِرُ ، فاغْدوا للقِتالِ حتّى‏ نُناجِزَ محمّداً ...
فأرسَلُوا إلَيهِم : أنَّ اليَومَ يَومُ السَّبتِ ، وهُو يومٌ لا نَعملُ فيه شيئاً...ولَسْنا معَ ذلكَ بالّذِينَ‏نُقاتِلُ مَعكُم محمّداً حتّى‏ تُعْطونا رُهُناً من رِجالِكُم ، يكونونَ بأيْدِينا ثِقَةً لَنا، حتّى‏ نُناجِزَ محمّداً ...
فلَمّا رَجَعتْ إلَيهِمُ الرُّسُلُ بما قالتْ بنو قُريظةَ ، قالتْ قريشٌ وغَطفانُ : واللَّهِ ، إنّ الّذي حَدّثَكُم نُعيمُ‏بنُ مسعودٍ لَحَقٌّ، فأرسَلوا إلى‏ بَني قُريظةَ : إنّا واللَّهِ لا نَدفَعُ إلَيكُم رجُلاً واحداً من رِجالِنا ...
فقالتْ بنو قُرَيظَةَ حينَ انْتَهَتِ الرُّسُلُ إلَيهِم بهذا : إنَّ الذي ذَكَر لَكُم نعيمُ بنُ مسعودٍ لَحَقٌّ ... فأرسَلوا إلى‏ قريشٍ وغَطفانَ : إنّا واللَّهِ لا نُقاتِلُ مَعكُم محمّداً حتّى‏ تُعْطونا رُهُناً ، فأبَوا علَيهِم ، وخذَّلَ اللَّهُ بَينَهم .۵

1.سنن أبي داوود: ۳/۳۸/۲۶۱۸.

2.هكذا في أكثر النسخ ، ولكن في النسخة المعتمدة : «أن يستتر بحجرٍ» (هامش المصدر) .

3.الاحتجاج : ۱ / ۱۲۷ / ۳۱ .

4.السيرة النبويّة لابن هشام : ۳/۲۴۳ .

5.السيرة النبويّة لابن هشام : ۳/۲۴۰ .

الصفحه من 8