الجبر - الصفحه 4

۰.2392.نزهة الناظر : جَمَعَ الحَجّاجُ بنُ يوسُفَ أهلَ العِلمِ وسَأَ لَهُم عَنِ القَضاءِ والقَدَرِ ، فَقالَ أحَدُهم : سمعتُ أميرَ المؤمنينَ عَلِىِّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام يَقولُ :
يابنَ آدمَ ، مَن وسَّعَ لَكَ الطَّريقَ ، لَم يأخُذ عَلَيك المَضيقَ .
وقالَ آخر : سَمِعتُه عليه السلام يَقولُ : إذا كانَت الخَطيئةُ عَلَى الخاطئ حَتماً ، كان صلى اللَّه عليه و آله القِصاصُ في القضيّة ظُلماً .
وقال آخر : سمعته عليه السلام يقول : ما كانَ مِن خَيرٍ فَبِأمرِ اللَّهِ وبِعِلمِهِ ، وما كانَ مِن شرٍّ فَبِعلمِ اللَّهِ لا بِأمرِهِ .
فقالَ الحَجّاجُ : أكُلُّ هذا مِن قولِ أبي تُرابٍ؟ لَقَد اغتَرَفوها مِن عَينٍ صافِيَةٍ۱ ! ۲

۰.2393.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : ما اسْتَطعتَ أنْ تَلومَ العبدَ علَيهِ فهُو مِنهُ، وما لَم تَسْتَطِعْ أنْ تَلومَ العَبدَ علَيهِ فهُو مِن فِعلِ اللَّهِ ، يقولُ اللَّهُ تعالى‏ للعبدِ : لِمَ عَصَيْتَ ؟ لِمَ فَسَقْتَ ؟ لِمَ شَرِبْتَ الخَمرَ ؟ لِمَ زَنَيْتَ؟ فهذا فعلُ العبدِ، ولا يقولُ لَه : لِمَ مَرِضْتَ؟ لِمَ قَصُرْتَ ؟ لِمَ ابْيَضَضْتَ ؟ لِمَ اسْوَدَدْتَ؟ لأنَّهُ مِن فِعلِ اللَّهِ تعالى‏ .۳

۰.2394.الإمامُ الكاظمُ عليه السلام : إنّ السَّيّئاتِ لا تَخْلو مِن إحدى‏ ثلاثٍ : إمّا أنْ تكونَ مِن اللَّهِ - ولَيستْ مِنهُ - فلا يَنبغي للرَّبِّ أنْ يُعذّبَ العبدَ على‏ ما لا يَرْتَكِبُ ، وإمَّا أنْ تكونَ مِنهُ ومِن العبدِ - ولَيستْ *كذلكَ - فلا يَنبغي للشَّريكِ القَوِيِّ أنْ يظلِمَ الشَّريكَ‏الضَّعيفَ ، وإمّا أنْ تكونَ مِن العبدِ - وهِي مِنهُ - فإنْ عَفا فبِكَرَمِهِ وجُودِهِ ، وإنْ عاقَبَ فبِذَنبِ العبدِ وجَريرَتِهِ .۴

1.ورد ما يقرب مضمون هذه الرواية في كتاب الطرائف : ۳۲۹ وكتاب بحار الأنوار : ۵ / ۵۸ لكن اسانيد هذه الروايات ليست صحيحة ، ونظراً لِعداء الحجاج للإمام علي عليه السلام فان روايته عنه - كما فى هذه الرواية - بعيدة ، بل الأبعد من ذلك تعبيره بقوله : «لقد اغترفوها من عين صافية» واعترافه بفضل أمير المؤمنين عليه السلام ، لكن مع ذلك كلّه لا يمكن تكذيب الرّواية وردّها . انّما المهم هو أن الرواية تعرضت لبطلان الجبر وأثبتته بالدليل العقلي ، والدليل مقبول فى المباحث العقائدية أيّاً كان قائله ، وإيرادنا للرّواية فى المقام من هذا الباب .

2.نزهة الناظر : ۵۱ / ۲۵ .

3.بحار الأنوار : ۵/۵۹/۱۰۹ .

4.بحار الأنوار : ۷۸/۳۲۳/۲۳ .

الصفحه من 8